كيف أحافظ على وقتي من الضياع ؟
أ. شروق الجبوري
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة لديها مشكلةٌ في تضييع الوقت، وتريد حلًّا لتحافظَ على وقتها من الضياع بسبب شرود ذهنها.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 24 عامًا، مشكلتي باختصار هي: عدم القدرة على تنفيذ مخططاتي التي أضعها لعدم تضييع الوقت.
المشكلةُ ليستْ في كيفية وضع المخطط، فالحمد لله لديَّ من القدرات ما يكفي لدراسة وضعي ووضع مخطط يُلائم احتياجاتي؛ لأني مُطلِّعة على العديد من الكتب والمقالات المختصة في التنمية البشرية وتسيير الحياة بصفة عامة؛ فأضع أولوياتي، وأحدد مضيعات الوقت، وأضع أوقات للترفيه والراحة، وفي كل مرة أجدِّد المخطط حتى أصبح مثل الإدمان، والمشكلة أني لا ألتزم بالتنفيذ.
جربتُ العديد من الطرق والمخططات، لكن لم ينفعْ معي أي منها، وأنا حريصةٌ على عدم تَضْيِيع الوقت؛ لأن لديَّ العديدَ مِن الالتزامات.
قديمًا وقت دراستي في الجامعة كنت أسهر الليالي، وأنَفِّذ كل أعمالي، لكن بعد توجُّهي للحياة العملية كأستاذة، أشعُر أني غير مُسيطرة على نفسي في تنفيذ أعمالي الباقية، بل أبقى طول الوقت لأكثر مِن 3 ساعات شاردةً في أمور أخرى؛ كالتفكير في المستقبل، وأشياء ليس وقتها الآن، حتى أرى أن الوقت قد انتهى، ولم أُنجزْ أعمالي الضرورية.
أرجو مساعدتي في إيجاد حلٍّ لهذه المشكلة، وبارك الله فيكم
الجواب
ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا أن نرحب بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسددنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.
رغم أنَّ التراخي في أداء الواجبات والالتزام بالمسؤوليات يُعدُّ مِن العوارض التي تُزعج الكثيرين لعدم رغبتِهم في الاستسلام لها، لكن أسبابها في العموم تختلف باختلاف الأشخاص واختلاف ظروفهم، وأجد أنكِ يا عزيزتي قد اقتربتِ من السبب في إشارتكِ إلى شرودك طويلاً بأمورٍ تتعلق بالمستقبل، رغم أنها ليستْ في أوانها، وفقًا لوصفك لها.
وبحسب ما يَتبيَّن من سياق رسالتك أن أمر شُرودك يعتبر عارضًا جديدًا عليك، وأنه لم يكنْ يَنتابُك؛ لذا كنتِ أكثر التزامًا في السابق، وهو أمرٌ لا بُدَّ مِن وقوفك عنده، ويتطلب منك التفكير في المُستجدَّات، والعوامل التي دفَعَتْك للانْجِرار إلى تلك الأفكار التي ألقتْ بظِلالها عليكِ سلبًا.
ففي أغلب الأحيان يكون الاستماعُ لأحاديث من الأصحاب أو غيرهم من المحيطين هو السبب في إثارة انتباهك لها، كما قد يكون الأمرُ مُتعلقًا بأحداثٍ ومُتغيِّرات اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها؛ ولذا لا بد لكِ مِن التعرُّف على المصدر أو المصادر التي تثير في نفسك تلك الأفكار، وإبعادها عنك، مِن خلال عدم مجالسة مثيريها أو الاستماع إليهم، فإنَّ مثلَ تلك الأفكار لا يقتصر أثرها السيئ على دفْعِك للشرود الذهني الطويل فقط، بل إنها تُثير فيكِ مشاعر القلق والتوتر وربما الإحباط أحيانًا، وهي عواملُ تُحبط همَّة الإنسان وتثبط عزيمته ودافعيته نحو الإنجاز، كما أنصحك في الوقت نفسه بتحرِّي الرفيقات المعروفات بدافعيتهنَّ نحو الإنجاز والتفوق؛ فإنَّ لذلك أثرًا مُهمًّا في إثارة الهمَّة والإصرار في نفسك، لا سيما وأن شخصيتك بالفعل تتميَّز بتلك الصفات.
كذلك أنصحك بتهيئة تفكيرك ليلًا قبل النوم بما ستقومين به في اليوم التالي مِن واجباتٍ، على أنْ يكون تفكيرك بها بشكلٍ يُثير اندفاعك ورغبتك على أدائها، ومن الضروري - وخاصة في الفترة الأولى - عدم الاضطلاع بواجبات كثيرة في نفس الوقت؛ تفاديًا للملَل والتعب، ومن ناحيةٍ أخرى فإن قيامك بنشاط محببٍ ومُرفَّهٍ لنفسك بعد قيامك بواجب أو بمجموعة من الواجبات، يُسهم كثيرًا في إبعاد الضجَر مِن القيام بها لاحقًا.
الشرودُ في أشياء ليس وقتها قد يكون بسبب مصاحَبة أناس وسماع كلامٍ منهم أو مِن غيرهم يُثير القلق فيما كانت الدراسة تشغلك عنهم، وهذه الأفكار لا تُسبب فقط الشرود، ولكن ربما تسبب القلق والإحباط؛ لذلك من المهم أن تبتعدي عن سماع هذه الأحاديث، وترافقي من تركيزهم على التفوُّق والنجاح، والتفكير في إنجاز أعمال اليوم التالي قبل النوم مع إثارة الدافعية تجاهه، واتباع أي إنجاز بأمر محبب يعدُّ تعزيزًا.
وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يصلحَ شأنك كله، ويُعينك على أمورك وينفع بك
وسنكون سعداء بسماع أخبارك الطيبة
أ. شروق الجبوري
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة لديها مشكلةٌ في تضييع الوقت، وتريد حلًّا لتحافظَ على وقتها من الضياع بسبب شرود ذهنها.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 24 عامًا، مشكلتي باختصار هي: عدم القدرة على تنفيذ مخططاتي التي أضعها لعدم تضييع الوقت.
المشكلةُ ليستْ في كيفية وضع المخطط، فالحمد لله لديَّ من القدرات ما يكفي لدراسة وضعي ووضع مخطط يُلائم احتياجاتي؛ لأني مُطلِّعة على العديد من الكتب والمقالات المختصة في التنمية البشرية وتسيير الحياة بصفة عامة؛ فأضع أولوياتي، وأحدد مضيعات الوقت، وأضع أوقات للترفيه والراحة، وفي كل مرة أجدِّد المخطط حتى أصبح مثل الإدمان، والمشكلة أني لا ألتزم بالتنفيذ.
جربتُ العديد من الطرق والمخططات، لكن لم ينفعْ معي أي منها، وأنا حريصةٌ على عدم تَضْيِيع الوقت؛ لأن لديَّ العديدَ مِن الالتزامات.
قديمًا وقت دراستي في الجامعة كنت أسهر الليالي، وأنَفِّذ كل أعمالي، لكن بعد توجُّهي للحياة العملية كأستاذة، أشعُر أني غير مُسيطرة على نفسي في تنفيذ أعمالي الباقية، بل أبقى طول الوقت لأكثر مِن 3 ساعات شاردةً في أمور أخرى؛ كالتفكير في المستقبل، وأشياء ليس وقتها الآن، حتى أرى أن الوقت قد انتهى، ولم أُنجزْ أعمالي الضرورية.
أرجو مساعدتي في إيجاد حلٍّ لهذه المشكلة، وبارك الله فيكم
الجواب
ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا أن نرحب بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسددنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.
رغم أنَّ التراخي في أداء الواجبات والالتزام بالمسؤوليات يُعدُّ مِن العوارض التي تُزعج الكثيرين لعدم رغبتِهم في الاستسلام لها، لكن أسبابها في العموم تختلف باختلاف الأشخاص واختلاف ظروفهم، وأجد أنكِ يا عزيزتي قد اقتربتِ من السبب في إشارتكِ إلى شرودك طويلاً بأمورٍ تتعلق بالمستقبل، رغم أنها ليستْ في أوانها، وفقًا لوصفك لها.
وبحسب ما يَتبيَّن من سياق رسالتك أن أمر شُرودك يعتبر عارضًا جديدًا عليك، وأنه لم يكنْ يَنتابُك؛ لذا كنتِ أكثر التزامًا في السابق، وهو أمرٌ لا بُدَّ مِن وقوفك عنده، ويتطلب منك التفكير في المُستجدَّات، والعوامل التي دفَعَتْك للانْجِرار إلى تلك الأفكار التي ألقتْ بظِلالها عليكِ سلبًا.
ففي أغلب الأحيان يكون الاستماعُ لأحاديث من الأصحاب أو غيرهم من المحيطين هو السبب في إثارة انتباهك لها، كما قد يكون الأمرُ مُتعلقًا بأحداثٍ ومُتغيِّرات اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها؛ ولذا لا بد لكِ مِن التعرُّف على المصدر أو المصادر التي تثير في نفسك تلك الأفكار، وإبعادها عنك، مِن خلال عدم مجالسة مثيريها أو الاستماع إليهم، فإنَّ مثلَ تلك الأفكار لا يقتصر أثرها السيئ على دفْعِك للشرود الذهني الطويل فقط، بل إنها تُثير فيكِ مشاعر القلق والتوتر وربما الإحباط أحيانًا، وهي عواملُ تُحبط همَّة الإنسان وتثبط عزيمته ودافعيته نحو الإنجاز، كما أنصحك في الوقت نفسه بتحرِّي الرفيقات المعروفات بدافعيتهنَّ نحو الإنجاز والتفوق؛ فإنَّ لذلك أثرًا مُهمًّا في إثارة الهمَّة والإصرار في نفسك، لا سيما وأن شخصيتك بالفعل تتميَّز بتلك الصفات.
كذلك أنصحك بتهيئة تفكيرك ليلًا قبل النوم بما ستقومين به في اليوم التالي مِن واجباتٍ، على أنْ يكون تفكيرك بها بشكلٍ يُثير اندفاعك ورغبتك على أدائها، ومن الضروري - وخاصة في الفترة الأولى - عدم الاضطلاع بواجبات كثيرة في نفس الوقت؛ تفاديًا للملَل والتعب، ومن ناحيةٍ أخرى فإن قيامك بنشاط محببٍ ومُرفَّهٍ لنفسك بعد قيامك بواجب أو بمجموعة من الواجبات، يُسهم كثيرًا في إبعاد الضجَر مِن القيام بها لاحقًا.
الشرودُ في أشياء ليس وقتها قد يكون بسبب مصاحَبة أناس وسماع كلامٍ منهم أو مِن غيرهم يُثير القلق فيما كانت الدراسة تشغلك عنهم، وهذه الأفكار لا تُسبب فقط الشرود، ولكن ربما تسبب القلق والإحباط؛ لذلك من المهم أن تبتعدي عن سماع هذه الأحاديث، وترافقي من تركيزهم على التفوُّق والنجاح، والتفكير في إنجاز أعمال اليوم التالي قبل النوم مع إثارة الدافعية تجاهه، واتباع أي إنجاز بأمر محبب يعدُّ تعزيزًا.
وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يصلحَ شأنك كله، ويُعينك على أمورك وينفع بك
وسنكون سعداء بسماع أخبارك الطيبة