Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

أمي تأخذ من راتبي

$
0
0
أمي تأخذ من راتبي
أ. لولوة السجا


السؤال

ملخص السؤال:
فتاة تعمل في وظيفة وتأخذ راتبًا، وأمُّها تأخذه منها بحجة أن هذا من حقها، والوالد غير موافق على ذلك، وتسأل الفتاة: ماذا أفعل مع أمي، فأنا أخاف العقوق؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ في العشرين مِن عمري، أعمل في وظيفة وأتقاضى ٧٠٠٠ ريال، تأخذ أمي منها ٥٠٠٠ ريال، وترى ذلك مِن حقِّها، فهي تقول: أنا أمك ومِن حقِّي أن أطلبَ ما أشاء!


أبي غير راضٍ عن ذلك، لكن ليس بِيَدِه شيء لأن أبي قد طلق أمي، ويعيش بعيدًا عنا، وأمي متزوجة مِن غيره.


أمي لا تحتاج كل هذا المال الذي تأخذه مني، فهي غنية ومتزوجة، وأبي غيرُ راضٍ عن ذلك، ويقول لي: يجب عليك أن تدَّخري مَعاشك للمستقبل؛ لكي يكونَ لديك رأسُ مال، وليس مِنْ حَقِّ أمِّك أن تأخذَ مِن راتبك شيئًا؛ لأنها متزوجة، ولديها زوجٌ يُنْفِق عليها، وكلامه صحيح؛ فأنا حقًّا أريد أن أدَّخِرَ راتبي للمستقبل، وفي الوقت نفسه لا أريد أن أعصي أمي في شيء!


رأي أبي أن أعطيها ألفًا فقط، وليس ٥٠٠٠، ويريد أن أفتح حسابًا بنكيًّا باسمي وأضع فيه مالي، وهو سيعطيني مصروفًا شهريًّا زيادة عن عملي.


أنا في حيرة من أمري، ولا أعرف ماذا أفعل؟ أخشى أن أوافق رأي أبي وأعصي أمي، خاصَّة أنها تُحبني.


كل ما أريده هو رضا الوالدين، فماذا أفعل؟ أميل إلى رأي أبي

لكني أخاف أن تحزن أمي بسبَبِي

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، وبعدُ:


فحقيقة إنَّ هذه الاستشارة تُعَدُّ مِنْ أصعب الاستشارات التي واجهتْني؛ لتعلُّقها بالوالدين، ولكون الأمرِ محيرًا جدًّا.


وإني لأُحَيِّي فيك تلك المشاعر الحانية تجاه والدتك، والتي هي حقيقة البِرِّ حين تبذلين جل مالك لإسعادها، ولم تعترضي عليها برغم غناها الظاهري، فبوركتِ مِن بُنية، وبُورك لك في علْمِك وعمَلِك ومالك!


أقترح أن تقنعي الوالد بألا يَحْرِمَك فرصةَ برِّها، وأخبريه بأنَّ بِرَّكِ بها قد يكفيك الله به هَمَّ المستقبل، إن كان خائفًا حقًّا على مستقبلك؛ لأني أخشى أن يكونَ الدافعُ لوالدك هو شيئًا مِن الغيرة أو غير ذلك، فإنْ وافق فالحمد لله، وإن رفَض وأَجْبَرك على غير ذلك فأنت هنا ستكونين مَعْذورةً أمام والدتك.


وأحبُّ أن أُنَبِّهَك إلى قضيةٍ قد لا تكون ظاهرةً بالنسبة لك ولوالدك، وهي احتمالُ أنْ تكونَ والدتُك بحاجة لهذا المال برغم ما ذكرتِ مِن غنى زوجها؛ وذلك لأنَّ الأمور كثيرًا ما تتعارَض مع ظاهِرها فقد يكون الزوجُ غنيًّا، لكنه بخيلٌ أو شديدُ المحاسبة، مما دفع والدتك لطلَب هذا الكَمِّ من المال.



وعلى كلِّ حال، فأنتِ بهذه النية الطيبة لا بد وأن يجعلَ لك ربي مخرجًا مِن هذا المأزق، لذا فوِّضي الأمرَ إليه، واسْألِيه أن يُوَجِّهك لما يُحِبُّ ويرضى، وأن يكفيك الهمَّ؛ فهو سبحانه سميعٌ مجيبٌ.







Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Trending Articles