Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

أحلامي لا تتحقق

$
0
0
أحلامي لا تتحقق
أ. شروق الجبوري





السؤال



ملخص السؤال:

طالب في الجامعة لديه أحلامٌ كثيرة، ويُريد تحقيقها، لكن هناك بعض المُعيقات التي تقف أمامه، ويسأل عن سبيل تحقيق ما يُريد بالشكل الذي يريد.



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ عمري 24 عامًا، أدرس في كلية الحاسبات والمعلومات في السنة الثانية، مشكلتي أني لا أجد في حياتي إلا التخبُّط، والظروف لا تسمح بإكمال دراستي، حاولتُ أن أجاهدَ نفسي لكنني لم أستَطِعْ، فلقد ضاع مِن عمري 6 سنوات ولم أعُدْ أطيق الأمر أكثر مِن هذا.




قديمًا كان لديَّ حافزٌ أن أكونَ مُتخرِّجًا وأعمل وأتزوَّج، وأُساعد غيري، لكنني لَم أَعُدْ أطيق الانتظار، فأحلامي لم تتحققْ بالشكل الذي أريد.




مشكلتي أنني شخصٌ خجول جدًّا، ولا أحبُّ أن أذلَّ نفسي لأحدٍ، أريد الزواج نعم، لكن لا أعلم كيف أجد ذات الدين والخُلُق، وإذا وجدتُها فظُروفي لا تَسمَح.


الجواب



ابني الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يُسعدنا أن نرحبَ بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.




أستشفُّ مِن مَضمون رسالتك والمفردات التي وصفتَ بها مشكلتك أنك تواجه حالةً مِن الإحباط، والشعور بالضيق؛ بسبب رؤيتك الخاصة لوضعك الحالي؛ إذ أجد أنَّ المُبالَغة في تفسيرك لمواقف مُؤلمة أو خبرات سيئة قد مرَّت بك، وإلقاءَك اللَّومَ على الآخرين، قد زادتْ مِن حجم معاناتك، وحالتْ بينك وبين رؤيتك لظرفك بشكل أكثر واقعية، مما أسهم في بُعدك عن تفهُّمه وإيجاد الحلول المناسبة والعملية لمشكلاتك.




فعلى سبيل المثال: أنت تصف حالة إخفاق دراسي أو غيره، بقولك: (أضعتُ مِن عمري 6 سنوات، ولم أعُدْ أطيق الأمر أكثر مِن هذا)، والمُتعارَف عليه هو دُخول الجامعة بعد عمر الثامنة عشرة، في حين أنك ما تزال في الرابعة والعشرين فقط مِن عمرك، وأنت الآن في المرحلة الثانية من كلية الحاسبات، لكنك تجد أن (ست سنوات) قد ضاعتْ من عمرك! وهو ما أجد فيه تعبيرًا يشير إلى رؤية سوداوية وغاضبة لظرفٍ يمكن لك أن تنظرَ إليه من زاوية أخرى أقرب للواقع، بل هي الوصفُ الحقيقيُّ للواقع وللجانب الإيجابي فيه.




فكونُك الآن في المرحلة الثانية مِن الجامعة، يعني أنه لم يبقَ أمامك سوى سنتين فقط - بإذن الله تعالى - وتصبح مُؤهَّلًا بعدها للعمل والاعتماد على نفسك، وتبدأ في تحقيق طموحاتك وما تحلم به، وهو ما لا يأتي إلا ببذل الجهد، والصبر على قساوة الظروف، والإصرار على تحديها واجتيازها دون السماح لها بأن تكونَ سببًا يَحُول بينك وبين تحقيق أهدافك المَشروعة.




وبعد ذلك كله ستكون مُؤهَّلًا بلا شك للارتباط بمن تستحق؛ لأنك حينها ستمتلك النضج الفكري الذي يُساعدك على اختيار الزوجة التي تُناسبك وتُناسب طبائعك الشخصية والثقافية وغيرها، فالزواج يا بُني لا يمكن أن يقومَ على رغبة في الارتباط فقط، بل يجب أن يُبْنَى على نظرةٍ صائبة ومتأنية في اختيار الظرف والشريك المناسبين، وإلا تحوَّل قراره إلى سبب لمشكلة أو مجموعة مشاكل أخرى، تزيد مِن حجم معاناتك والأعباء التي تشتكي منها.





وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلحَ شأنك كله، ويفتح لك أبواب الخير ويرزقك زوجة وذرية صالحتين



وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطيبة







Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Trending Articles