Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان (9)

$
0
0


النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان (9)

رمضان التاسع في السنة العاشرة


(وهو الأخير)



د. عبدالحكيم الأنيس

في هذه السنة توفِّي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال ابن حجر: "وقد ذكر جمهور أهل السير أنه مات في السنة العاشرة من الهجرة:
فقيل: في ربيع الأول.
وقيل: في رمضان.
وقيل: في ذي الحجة.
والأكثر على أنها[1] وقعَت في عاشر الشهر.
وقيل: في رابعه.
وقيل: في رابع عشرة.

ولا يصح شيء منها على قول ذي الحجَّة؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذ ذاك بمكَّة في الحج، وقد ثبت أنه شهد وفاته وكانت بالمدينة بلا خلاف، نعم قيل: إنه مات سنة تسع، فإن ثبت يصح، وجزم النووي بأنها كانت سنة الحديبية، ويجاب بأنه كان يومئذ بالحديبية ورجع منها في آخر الشهر..."[2].

قلت: والمعروف أن الشمس كُسِفَت يوم وفاة إبراهيم، وقد حقَّق محمود باشا الفلكي في كتابه "نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام وفي تحقيق مولده وعمره عليه الصلاة والسلام" أنَّ كسوف الشمس في المدينة كان في الساعة (8) والدقيقة (30) بعد نصف الليل من يوم (27) يناير سنة (632 م).

قال: "وبناء على ذلك يكون اليوم التاسع والعشرون من شوال من السنة العاشرة للهجرة موافقًا لليوم السابع والعشرين من يناير سنة (632)"[3].
وعلى هذا فيكون إبراهيم في رمضان هذا حيًّا، ولنا أن نتصوَّر سعادة النبي صلى الله عليه وسلم وسروره بوجوده.
♦ ♦ ♦

في رمضان هذا كانت سريَّة علي رضي الله عنه الثانية إلى اليمن[4].
♦ ♦ ♦

وفيه قدم وفد غسان وهم ثلاثة نفر[5].
وفيه كان قدوم جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه؛ على قول محمد بن عمر الأسلمي[6].
♦ ♦ ♦


وفيه اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم عشرين يومًا:
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كلِّ رمضان عشرة أيام، فلمَّا كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يومًا[7].

وفي حديث ابن ماجه عن أبي هريرة قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يَعتكف كلَّ عام عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يومًا، وكان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قُبض فيه عُرِضَ عليه مرتين"[8].

وعن هذا يقول ابن عباس:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم أجودَ النَّاس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كلَّ ليلة في رمضان حتى ينسلخ[9]، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآنَ، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة"؛ رواه البخاري[10].

ويقول أيضًا: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان أطلق كلَّ أسير، وأعطى كل سائل"[11].
♦ ♦ ♦

وبعد هذه الجولة المباركة مع وقائع حياة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، مما نُصَّ على تاريخه، أو اجتهدت في معرفة تاريخه استدلالًا واحتمالًا، ننتقل إلى ذِكر شيء من أحواله العامَّة، سائلين اللهَ تعالى أن يقرِّبنا من النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به صيامًا وقيامًا وسلوكًا:



[1] أي: وفاة إبراهيم.

[2] فتح الباري (2/ 529)، وانظر: الإصابة (1/ 175).

[3] نتائج الأفهام صـ (19)، وانظر: أيام حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم صـ (21).

[4] انظر: السيرة الشامية (6/ 238).

[5] المصدر السابق (6/ 391).

[6] انظر تفصيل قدومه في المصدر السابق (6/ 311، 312).

[7] صحيح البخاري، كتاب الاعتكاف: باب الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان (4/ 284 - 285).

[8] سنن ابن ماجه، كتاب الصيام: باب ما جاء في الاعتكاف (1/ 562)، وانظر: فتح الباري (4/ 285)، وزاد المعاد (2/ 89).

[9] يدلُّ هذا على أن اللِّقاء والمعارضة كانت كل ليلة، فما قيل من أن سبب اعتكافه في رمضانه الأخير عشرين ليلة لأن المعارضة كانت مرتين (كما نقل في الفتح 4/ 285) ففيه نظر، فالمعارضة لم تكن مختصة بالاعتكاف.

[10] صحيح البخاري، كتاب الصوم: باب أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان (4/ 116).

[11] أخرجه البزار والبيهقي؛ الدر المنثور (1/ 194).








Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Trending Articles