Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

أحاديث تخليل اللحية رواية ودراية

$
0
0
أحاديث تخليل اللحية رواية ودراية


عبدالله السيد حسين العتابي



بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيِّئات أعمالِنا، مَن يَهدِه الله فلا مضلَّ له ومَن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحْده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

أما بعد:
فإنَّ خيرَ الحديث كتابُ الله، وخيْر الهَدْي هدْي محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشرَّ الأمور مُحْدثاتُها، وكل محدَثة بِدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.

فهذه دراسة متواضِعة لأحاديث تخليل اللِّحية روايةً ودراية، ودفَعنى إلى ذلك عدمُ وجود تتبُّع لكلِّ مرويَّات هذه السُّنة لا سيَّما أنَّها ثابتة مِن فعل كثيرٍ من الصحابة والتابعين، مما يُشعر استئناسًا في النفس بأنَّها ثابتة عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فما كان لأصحاب النبىِّ - رضي الله عنهم أجمعين - إحداثُها، والوضوءُ والطهارة من أدقِّ شروط الصلاة التي هي أُم العبادات وأفضلها وأولاها بالتوقيف في الاستدلال على أيِّ فِعل فيها أو في صِفتها.

ولقد شاع بين أهل العِلم مقالة الإمامين أحمد وأبي حاتم وغيرهما تبعًا، أنه لا يثبُت في بابها شيء، ونحن لا ندَّعي أنا قد حُزْنا علمًا فاتهم، أو حصَّلنا فهمًا نابهم، بل إنَّ النظر والتدقيق في عِلم الرواية بما له من قواعد علمية ثابتة لا يختلجها شكٌّ أو خلاف إلاَّ أنَّ التطبيق يتنوَّع والأفْهام تتوزَّع، ولسْنا نرى مع ذلك إحداث قول لا سابِق له لا سيَّما في هذا الباب؛ باب الرِّواية، ونظر القرون الفاضلة قرون الرواية نظرٌ أدقُّ وأحذق، وفي اختلافهم مندوحة وفي نظرِهم بحبوحة.

وعلى ذلك سيكون مدار بحْثِنا على أُسس ثلاثة:
أولاً: التخليل لُغةً وشرعًا.
ثانيًا: ثبوت التخليل في الوضوء مِن عمل الصحابة.
ثالثًا: أحاديث تخليل اللحية رِواية (دِراسة حديثيَّة).

واللهَ أسأل الهدايةَ والرَّشادَ والسَّداد.

التخليل لُغة وشرعًا:
جاء في الموسوعة الفقهيَّة الكويتيَّة:
"التَّخليل لغةً يأتي بمعان، منها: تفريق شَعر اللِّحية، وأصابع اليدين والرِّجلين، يُقال: خلَّل الرَّجل لحيته: إذا أوْصل الماء إلى خلالِها، وهو البشرة الَّتي بين الشَّعر.

وأصله من إدْخال الشَّيء في خِلال الشَّيء، وهو وسطه، ويقال: خلَّل الشَّخص أسنانَه تخليلاً: إذا أخْرج ما يبقَى من المأكول بينها، وخلَّلت النَّبيذ تخليلاً: جعلته خلاًّ، ويستعمل الفقهاء كلمة التَّخليل بهذه المعاني اللُّغويَّة".

يقول الشوكاني في "نيل الأوطار" - بعد ذِكر أحاديث في الباب: "والحديثان يدلاَّن على مشروعيةِ تخليل اللحية، وقدِ اختلف الناسُ في ذلك، فذهب إلى وجوبِ ذلك في الوضوء والغسل العترةُ والحسن بن صالح وأبو ثور والظاهرية، كذا في البحر، واستدلُّوا بما وقَع في أحاديثِ الباب بلفظ: ((هكذا أمرَني ربِّي))، وذهَب مالك والشافعي والثوري والأوزاعيُّ إلى أنَّ تخليل اللحية ليس بواجِب في الوضوء، قال مالك وطائفة مِن أهل المدينة: ولا في غُسل الجنابة، وقال الشافعي وأبو حنيفة وأصحابُهما والثوريُّ والأوزاعي والليث وأحمدُ بن حنبل وإسحاق وأبو ثور وداود والطبري وأكثرُ أهلِ العِلم: إنَّ تخليل اللحية واجبٌ في غسل الجنابة، ولا يجب في الوضوء، هكذا في شرْح الترمذي لابن سيِّد الناس، قال: وأظنُّهم فرَّقوا بيْن ذلك - والله أعلم؛ لقوله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: ((تحتَ كلِّ شَعرة جنابة، فبلُّوا الشَّعرَ وأنقوا البشر)).

واستدلُّوا لعدمِ الوجوب في الوضوء بحديثِ ابن عبَّاس المذكور في الباب الأوَّل قال: وقد رُوي عن ابن عبَّاس وابن عمرَ وأنس وعليٍّ، وسعيد بن جُبير وأبي قلابة ومجاهد، وابن سيرين والضَّحَّاك وإبراهيم النخَعي، أنَّهم كانوا يُخلِّلون لحاهم، وممَّن رُوي عنه أنه كان لا يُخلل إبراهيم النَّخَعي والحسن وابن الحنفيَّة، وأبو العالية وأبو جعفر الهاشمي والشعبي، ومجاهِد والقاسم وابن أبي ليلَى، ذكَر ذلك عنهم ابنُ أبي شَيبةَ بأسانيده إليهم.

والإنصاف أنَّ أحاديث الباب بعد تسليم انتهاضِها للاحتجاج وصلاحيتها للاستدلال لا تدلُّ على الوجوب؛ لأنَّها أفعال، وما ورَد في بعضِ الرِّوايات من قوله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: ((هكذا أمرَني ربِّي)) لا يُفيد الوجوب على الأمَّة؛ لظهوره في الاختصاص به، وهو يتخرَّج على الخِلاف المشهور في الأصول، هل يعم الأمَّة ما كان ظاهِر الاختصاص به أم لا، والفرائض لا تثبُت إلا بيقين والحُكم على ما لم يفرضْه الله بالفرضية كالحُكم على ما فرَضَه بعدمِها، لا شكَّ في ذلك؛ لأنَّ كلَّ واحد منهما مِن التقوُّل على الله بما لم يقل، ولا شكَّ أنَّ الغرْفة الواحِدة لا تَكفي كثَّ اللحية لغسلِ وجهه وتخليل لحيته ودفْع ذلك، كما قال بعضُهم بالوجدان مكابرةً منه، نعم الاحتياط والأخْذ بالأوثق لا شكَّ في أولويته، لكن بدون مجاراة على الحُكم بالوجوب".

ثبوت التخليل مِن عمل الصحابة:
ذكَر بن أبي شيبةَ تخليل اللحية عن عددٍ من الصحابة، منهم:
ابن عبَّاس، وأنس بن مالك، وابن عمر، وقد وردتْ آثار عن علي وعثمان وغيرهما في الباب، ومِن التابعين أبو قلابة وسعيد بن جُبَير وابن سيرين وإبراهيم النَّخَعي والضحَّاك ومجاهد.

وقد ورد المسحُ على اللحية دون التخليل مِن عمل بعضِ التابعين، وجاء أيضًا تركُ التخليل مِن بعضهم والاكتِفاء بما سال مِن الوجه.

أحاديث الباب:
(1) حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -:
وإسناده من طريق عمر بن أبي وهْب عن موسى بن ثروان عن طلحةَ بن عُبيدالله بن كريز عن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسولُ الله إذا توضَّأ خلَّل لحيته".

وعن عمرَ بن أبي وهْب:
هلال بن فياض عندَ الحاكم في مستدركه (531).
زيد بن الحباب عند أحْمد (25970).
عبدالله بن المبارك عند أحمد (25971).
شُعبة عند القاسم بن سلاَّم في الطهور (281)، والخطيب في تاريخه مِن طريق القاسِم بن سلاَّم (14/392).
عبدالصمد بن عبدالوارث عند إسحاق (1371).

وحسَّن الحافظ إسناده وهو سندٌ حسن، تكلَّم عليه أحدهم فقال: طلحةُ بن عبيدالله قرين الزهري، ولا يُعرف له سماع من أمِّ المؤمنين عائشة (تبعًا للذهبي في الميزان)، وكأنَّه من طبقته، بل هو مِن الثالثة، روَى عن أمِّ سلمة وسمِع منها، وسمِع من عبدالله بن عمرو بن العاص، ووفاتهما لا سيَّما أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - قريبٌ مِن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، فوفاة أمِّ المؤمنين عائشة 58ﻫ، ووفاة أمِّ المؤمنين أم سلمة 62 أو 61 ﻫ، ثم إنَّه قد رَوى عنه عراك بن مالك، وهو مِن طبقته، وعراك صحيح السماع مِن عائشة - رضي الله عنها - عندَ مسلم في صحيحه على خلاف في ذلك.

ولا يبعد سماعُه، لا سيَّما وأنَّ أحدًا لم يطعنْ في سماعه من أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها، وممَّا يرجِّح سماعه روايةُ شُعبة لذلك الخبر، قال يحيى القطَّان - كما في الجرح والتعديل (1/162): "حدَّثَنا عبدالرحمن، نا صالح بن أحمد، نا علي، قال: سمعتُ يحيى يقول: كل شيء يحدِّث به شعبةُ عن رجل فلا تحتاج أن تقول عن ذاك الرجل أنَّه سمِع فلانًا، قد كفَاك أمره".

رجال إسناده:
عمر بن أبي وهْب هو الخزاعي، قال أحمد والدارقطني وأبو حاتم: لا بأس به، وقال يحيى: ثِقة.
موسى بن ثروان المعلِّم، ويقال: فروان، وسروان: ثِقة، وثَّقه يحيى وابن حبَّان.
وابن كريز: ثقة، وثَّقه أحمدُ والنَّسائي.

(2) حديث أم سلمة:
أخرجه الطبراني في الكبير (13/298) حديث (19616)، وابن عدي في "الكامل" (3/444-445).

وأمَّا سند الطبراني فإنَّه من رواية خالد بن إلياس عن عبدالله بن رافِع عن أمِّ سلمة: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - إذا توضَّأ خلَّل لحيتَه". وسنده ضعيف جدًّا.
خالد بن سلمة: متروك.

وأما سند ابن عدي، فقال: حدَّثَنا محمَّد بن محمَّد بن سليمان الباغندي، ثَنا أحمد بن محمَّد بن سوار، ثَنا أبو أحمد الزبيري عن خالد بن سَلَمة عن عبدالله بن رافِع عن أمِّ سلمة به.

وهو إسناد غريب لم يرْوِه إلاَّ ابن سوار، وهو ما لم أعرفْه، وممَّا يُوهِّمه أنَّ الحديث معروفٌ بخالد بن إلياس مع انفراد ابن سوار هذا به عن أبي أحمد الزُّبيري.

(3) حديث أبي الدرداء:
أخْرَجه ابن عدي والطبراني، كلاهما من طريق تمام بن نَجيح عن الحسنِ عن أبي الدرداء به.

قال ابن عديٍّ (2/281): حدَّثَنا إسحاقُ بن إبراهيم الغَزِّي، حدَّثَنا محمَّد بن أبي السري، حدَّثَنا مبشِّر بن إسماعيل عن تمَّام بن نَجِيح عن الحَسَن، عن أبي الدَّرْداء، قال: رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فخلَّل لحيتَه مرَّتين، وقال: هكذا أمَرني ربِّي - عزَّ وجلَّ .

قالَ الشَّيْخُ: وهذا الحَدِيث إِنَّمَا يُعرَف بتمام عَن الْحَسَن عَلَى أَنَّهُ قد رواه غيره، ولتمام غَيْر ما ذَكَرْتُ مِنَ الرِّوَايَاتِ شيءٌ يسير، وعامة ما يَرويه لا يتابعه الثِّقات عليه.

قال أبو زُرعة: الحسن عن أبي الدَّرْداء مرسَل.

وأمَّا تمام بن نَجيح فقال الذهبي في "الميزان": وثَّقه يحيى، وقال البخاري: فيه نظَر، سمِع عونَ بن عبدالله وقال ابن عدي: عامَّة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات.

وقال أبو حاتم: ذاهبُ الحديث.
وقال أبو زُرعة: ضعيف.
وقال ابنُ حبَّان: روَى أشياء موضوعة عن الثِّقات كأنَّه المتعمِّد لها.
فالحديث ضعيف جدًّا منكَر.

(4) حديث أبي أيوب الأنصاري:
وله لفظان:
الأوَّل: عن أبي سَوْرة، عن أبي أيُّوب، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حبَّذا المتخلِّلون، قيل: وما المتخلِّلون؟ قال: في الوضوء، والطعام))؛ أخْرجه أحمد (5/416) (23924) قال: حدَّثنا وَكِيع، و(عَبْد بنُ حُمَيْد) (217) قال: أخْبَرَنا يَزِيدُ بن هارون، أخبرَنا رِيَاح بن عَمْرو، كلاهما (وَكِيع، ورِيَاح) عن واصلِ بن السَّائِب، أبِي يَحيى الرَّقَاشِي، عن أَبِي سَوْرَة ابن أخي أَبِي أَيُّوب، فذَكَره.

في رواية وَكِيع؛ عن واصل الرَّقَاشِي، عن أَبِي سَوْرَة، عن أَبِي أَيُّوب، وعن عَطَاء، قالا: قال رسُولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم ... الحديث.

والثاني:
وقال ابنُ ماجهْ: حدَّثَنا إسماعيل بنُ عبدالله الرقِّي، ثَنا محمَّد بن ربيعة الكِلابي، ثَنا واصلُ بن السائب الرَّقاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ، فخلَّل لحيتَه.
هذا إسنادٌ لا يثبُت.

وقد روى الترمذيُّ في "العلل"، عن هنَّاد، عن محمَّد بن عُبيد، عن واصلِ بن السَّائِب، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب، أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ تمَضْمَض، ومسَح لحيتَه بالماء من تحتها.

قال الترمذيُّ: سألتُ عنه محمدًا، فقال: لا شيء.
فقلت: أبو سَورة، ما اسمُه؟ فقال: لا أدْري ما يصنع به، عندَه مناكير، ولا يُعرَف له سماعٌ مِن أبي أيوب.

وقال أبو القاسم الطبراني: حدَّثَنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتري، ثَنا سعيدُ بن يحيى الأُموي، حدَّثَني أبي، عن واصلِ بن السَّائب الرَّقَاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب، قال: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا توضَّأ استنشق ثلاثًا، وتمضمض، وأدْخل أصبعيه في فمِه، وكان يبلغ براحتيه إذا غسَل وجهه ما أقبل مِن أُذنيه، وإذا مسَح رأسه بأصبعيه ما أدْبَر مِن أذنيه مع رأسه، وخلَّل لحيته.

أبو سورة: هو ابنُ أخي أبي أيُّوب، روَى عن عمِّه، وعن عَديِّ بن حاتم الطائي، روى عنه سعيدُ بن سنان شيخٌ للهيثم بن عدي، وواصل بن السائب الرقاشي، ويحيى بن جابر الطائي، وقال: (عن ابنِ أخي أبي أيُّوب) حسب، قال البخاريُّ: منكَر الحديث، يَروي عن أبي أيُّوب مناكيرَ لا يُتابع عليه.

وقال الترمذيُّ: يضعف في الحديث، ضعَّفه يحيى بن معين جدًّا.

وذكَره ابن حبَّان في كتاب "الثقات"، وروَى له أبو داودَ مِن رواية يحيى بن جابرٍ، ولم يسمِّه، والترمذيُّ وابنُ ماجه.

وأمَّا واصل بن السائِب الرَّقاشي: فهو بَصْري، روَى له الترمذيُّ وابن ماجه، ورَوَى عن عطاء، وأبي سَوْرة، روى عنه شَريك، وعيسى بنُ يونس، ووكيعٌ وأبو معاوية، وغيرُهم، قال أبو بكر ابنُ أبي شيبة: ضعيف، وقال أبو زرعة: ضعيفُ الحديث، مِثل أشعث بن سوار، وليث بن أبي سُلَيم.
وقال أبو حاتم: منكَر الحديث.

وقال ابن حبَّان: واصلُ بن السائب الرَّقَاشي، يرْوي عن عطاء، وأبي سَورة، روى عنه أهلُ العِراق، كان ممَّن يرْوي عن عطاء ما ليس مِن حديثه، وعن الثِّقات ما لا يُشبه حديثَ الأثبات، فسقَط الاحتجاج به لما ظهَر ذلك منه، روى عن أبي سورة، عن أبي أيُّوب، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا حبَّذا المتخلِّلون في الوضوء بيْن الأصابع والأظافير، ويا حبَّذا المتخلِّلون من الطعام، وإنَّه ليس شيءٌ أشدَّ على الملك مِن بقيةٍ تبقى في الفم مِن أثر الطعام)).

حدَّثَناه أبو يعلى، ثَنا سُوَيد بن سعيد، ثَنا مرْوان بن معاوية، عن واصلِ بن السائِب، عن أبي سَورة.

وقال ابنُ عدي: ثَنا الجُنَيدي، ثَنا البخاري، قال: واصلٌ الخراساني الرَّقاشي، عن عطاء وأبي سَوْرة: منكَر الحديث.

وقال النَّسائي: واصلُ بن السائب: متروكُ الحديث، وذكَر له ابنُ عدي أحاديث، وقال: ولواصلٍ غير ما ذكرت، وأحاديثه لا تُشبه حديثَ الثِّقات.

والحديث أخرجه القاسمُ بن سلاَّم في الطهور قال:
312- حدَّثَنا محمَّد، قال: أخبَرنا أبو عُبَيد قال: ثَنا محمَّد بن رَبيعة، عن واصلِ بن السائِب الرَّقاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب، قال: "رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فخلَّل لحيتَه".

والشاشيُّ في مسنده:
1137 حدَّثَنا عيسى بنُ أحمد، نا محمَّد بنُ عُبيد، نا واصلٌ، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب الأنصاري: "أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - كان إذا توضَّأ تمضمض، ومسَح لحيته بالماء مِن تحتها".

والطبراني في الكبير:
4068- حدَّثَنا الحسينُ بن إسحاق التُّسْتري، ثَنا سعيد بن يحيى الأُموي، حدَّثَني أبي، عن واصلِ بن السائب الرَّقاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب، قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا توضَّأ استنشق ثلاثًا وتمضمض، وأدْخل أصبعيه في فمِه، وكان يبلغ براحتيه إذا غسَل وجهه ما أقْبل من أذنيه، وإذا مسَح رأسه مسَح بأصبعيه ما أدْبر مِن أُذنيه مع رأسه وخلَّل لحيته".

وعبد بن حميد:
218- حدَّثَنا محمَّد بن عبيد، ثَنا واصلٌ الرَّقاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ تمضمض، ومسَح لحيته من تحتها بالماء".

وابن ماجه:
433- حدَّثَنا إسماعيلُ بن عبدالله الرَّقي، حدَّثَنا محمَّد بن ربيعة الكلابي، حدَّثَنا واصلُ بن السائب الرَّقاشي عن أبي سَورة عن أبي أيُّوب الأنصاري، قال: "رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فخلَّل لحيته".

وأحمد في مسنده:
23541- حدَّثَنا محمَّد بن عبيد، حدَّثَنا واصل، عن أبي سَوْرة، عن أبي أيُّوب: "أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ تمضمض، ومسح لحيته مِن تحتها بالماء".

وأخرجه ابن عديٍّ في الكامل (8/372) قال:
حدَّثَنا محمَّد بن يحيى المروزيُّ، حدَّثَنا أبو عبيد القاسمُ بن سلاَّم، حدَّثَنا محمَّد بن ربيعة عن واصلِ بن السائِب الرَّقاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب الأنصاري، قال: رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فخلَّل لحيته.

وأخرجه الترمذي في العِلل الكبير:
20- حدَّثَنا هنَّاد، حدَّثَنا محمَّد بن عبيد، عن واصل بن السائب، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ تمضمض ومسَّ لحيته بالماء مِن تحتها"، سألتُ محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، فقلت: أبو سَورة ما اسمه؟ فقال: لا أدْري ما يصنع به؟ عندَه مناكير ولا يُعرف له سماع مِن أبي أيوب.

وفى الحديث جملة من العلل:
الاختلاف على لفظه:
فقدْ رواه محمَّد بن ربيعة بلفظ: (خلَّل لحيته)، ورواه محمَّد بن عبيد بلفظ: (مسح على لحيته)، وهذا ثابتٌ من فِعل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما سيأتي.

ولكن محمَّد بن ربيعة تُوبِع على لفظه، كما عندَ الطبراني من رواية سعيد بن يحيى الأُموي حدثني أبي به.

وهو ثقة وأبوه صَدوق له غرائبُ عن الأعمش.

ومحمَّد بن ربيعة الكلابي صدوق، ومحمد بن عبيد بن أبي أميَّة ثِقة حافظ، فروايته أَوْلى وأصحّ.
مدار الحديثِ على واصلِ بن السائب، وهو ضعيفٌ؛ وهَّاه جماعة، وأبو سَورة ضعيف جدًّا.
والعِلة الأخيرة أبو سَورة؛ قال يحيى بن معين: يُقال: إنَّ أبا أيُّوب ليس هو أبا أيوب الأنصاري.





يتبع

Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Latest Images

Trending Articles



Latest Images