أمي تريد أن أهين والد زوجتي
أ. لولوة السجا
السؤال
♦ ملخص السؤال:
شاب حصلت مشكلة بين أمه ووالد زوجته عبر الهاتف، وأمه تطلب منه أن يشتم والد زوجته أو تقاطعه، لكنه رفض، فطلبتْ منه أن يطلق زوجته ليكسر أهلها، وانتقامًا لها، لكنه رفض.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في السادسة والعشرين مِن عمري، أعمل صيدلانيًّا، تخرجتُ في جامعة أجنبيةٍ، وطوال هذه السنوات كانتْ والدتي هي المتكَفِّلة بمعيشتي.
وجدتُ عملاً يُساعدني في مَصْروفاتي، وبعد إتمامي للكلية، وانتهاء دراستي، عدتُ لبلدي وتزوجتُ، وكان أملي أن أعملَ في مستشفى، لكن حالت الظروف دون ذلك.
اضطررتُ للسفر إلى دولةٍ أخرى، وتكفلتْ والدتي بالنفقة عليَّ، ثم سكنتُ بجانب أخي في شقة أمي، لكن للأسف بدأتْ تظهر المشكلات بين زوجتي وأخي.
في كل مرَّة كنتُ أحضر زوجتي لكي تعتذرَ لأخي؛ سواء كانتْ مخطئة أو لا، ثم حصَل سوء تفاهُم بين والدتي ووالد زوجتي أثناء مكالمة هاتفية، وفهمتْ أمي الحديث خطأ، وأغلقت الهاتف في وجهه.
أخبرتني أمي بما حدَث، واحتدتْ عليَّ، وأنا أعرف أن أمي متسرِّعة، ووالد زوجتي رجل رفيق ولا يعلو صوته، ولا أنسى فضله عليَّ حينما تزوجتُ ابنته ووقَف معي.
اتصلتْ بي أمي وهي مصمِّمة على أن أتصل به وأشتمه أمامها، وإن لم أفعل فإنها ستقاطعني، أخبرتها بأن هذا لا يجوز، وأن الرجل لم يقصدْ إهانتك، فشتمتني وأغلقت الهاتف في وجهي، ثم طلبتْ مني أن أترك الشَّقَّة التي أجلس فيها، فغادرتُ.
تطور الأمر فطلبتْ مني أن أطلق زوجتي لأكسر أهلها، فرفضتُ، وقلت: لن أشترك في هذا الظلم.
فأخبروني ماذا أفعل؟
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:
فأخي الكريم، ما دام الأمرُ كما ذكرتَ، فهذا يعني أن والدتك تُطالبك بمعصيةٍ، وهي شتمُ والد زوجتك، كما تطالبك بظُلم زوجتك؛ وهذا أمرٌ لا يرضاه الله.
اعلمْ أنك بين أمرين أحلاهما مُرٌّ، ولكن مرارة دون مرارة، فأنت مُخَيَّرٌ بين طاعتها وبقائك في الشقة، أو عصيانها وتحمُّل تبِعة ذلك.
ولا شك أن الثاني طاعة لله، فاعملْ به، وسيكفيك الله، ولا يمنع ذلك مِن مُحاوَلة إقناعها، ولكن بالحسنى.
اشرحْ لها الموقف لعلها تتفهَّم، حاولْ مرارًا وتَكْرارًا، واستعْطِفْها بالكلمات الطيبةِ، وأشْعِرْها بعدم استغنائك عنها كوالدة، وأن الموقف ليس موقفًا عاديًّا؛ لعلها ترِقُّ وتَعْذِرك.
المهم ألا تيئس، وألا تقطع تواصلك بوالدتك، فهي أُمٌّ قَبْلَ كلِّ شيءٍ، أضفْ إلى ذلك ما قامتْ به من أجْلِ راحتك وإسعادك.
كما أقترح أن تطلب مِن والد زوجتك أن يتواصل معها، ويحاول إفهامها، والاعتذار إن أمكن؛ لعلها ترضى.
واحذرْ أثناء حديثك مع والدتك أن ترفع من شأن زوجتك وأهلها؛ فإن هذا مما يُصيبها في مقتلٍ؛ حيث يُشْعِرُها بانجذابك لهم، برغم أنها هي صاحبة الفضل، بل ليتك تُلَمِّح لها بأنك تنتقد فِعْل والد زوجتك، لكنك لا تريد أن تَدْخُلَ معهم في إشكالات، حتى لو اضطررتَ أن تكذبَ، فالكذبُ للإصلاح بين الناس جائز.
ولا تنسَ أن تَتَضَرَّع إلى الله أن يكشفَ هذه الغمة عنك، وأن يهديك إلى الرشاد، وأن يجعل لك مَخْرجًا، فهو وحده سبحانه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
ويَحْسُن بك أن تتفقد علاقتك بالله؛ فما نزَل بلاء إلا بذنب، ولا رُفِعَ إلا بتوبة، وهكذا المؤمن دائم الاتهام لنفسه حين نُزُول المُلِمَّات.
أعانك ربي، وأزال همَّك، ويسَّرَ أمرك، وسخَّر لك مَن حولك
أ. لولوة السجا
السؤال
♦ ملخص السؤال:
شاب حصلت مشكلة بين أمه ووالد زوجته عبر الهاتف، وأمه تطلب منه أن يشتم والد زوجته أو تقاطعه، لكنه رفض، فطلبتْ منه أن يطلق زوجته ليكسر أهلها، وانتقامًا لها، لكنه رفض.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في السادسة والعشرين مِن عمري، أعمل صيدلانيًّا، تخرجتُ في جامعة أجنبيةٍ، وطوال هذه السنوات كانتْ والدتي هي المتكَفِّلة بمعيشتي.
وجدتُ عملاً يُساعدني في مَصْروفاتي، وبعد إتمامي للكلية، وانتهاء دراستي، عدتُ لبلدي وتزوجتُ، وكان أملي أن أعملَ في مستشفى، لكن حالت الظروف دون ذلك.
اضطررتُ للسفر إلى دولةٍ أخرى، وتكفلتْ والدتي بالنفقة عليَّ، ثم سكنتُ بجانب أخي في شقة أمي، لكن للأسف بدأتْ تظهر المشكلات بين زوجتي وأخي.
في كل مرَّة كنتُ أحضر زوجتي لكي تعتذرَ لأخي؛ سواء كانتْ مخطئة أو لا، ثم حصَل سوء تفاهُم بين والدتي ووالد زوجتي أثناء مكالمة هاتفية، وفهمتْ أمي الحديث خطأ، وأغلقت الهاتف في وجهه.
أخبرتني أمي بما حدَث، واحتدتْ عليَّ، وأنا أعرف أن أمي متسرِّعة، ووالد زوجتي رجل رفيق ولا يعلو صوته، ولا أنسى فضله عليَّ حينما تزوجتُ ابنته ووقَف معي.
اتصلتْ بي أمي وهي مصمِّمة على أن أتصل به وأشتمه أمامها، وإن لم أفعل فإنها ستقاطعني، أخبرتها بأن هذا لا يجوز، وأن الرجل لم يقصدْ إهانتك، فشتمتني وأغلقت الهاتف في وجهي، ثم طلبتْ مني أن أترك الشَّقَّة التي أجلس فيها، فغادرتُ.
تطور الأمر فطلبتْ مني أن أطلق زوجتي لأكسر أهلها، فرفضتُ، وقلت: لن أشترك في هذا الظلم.
فأخبروني ماذا أفعل؟
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:
فأخي الكريم، ما دام الأمرُ كما ذكرتَ، فهذا يعني أن والدتك تُطالبك بمعصيةٍ، وهي شتمُ والد زوجتك، كما تطالبك بظُلم زوجتك؛ وهذا أمرٌ لا يرضاه الله.
اعلمْ أنك بين أمرين أحلاهما مُرٌّ، ولكن مرارة دون مرارة، فأنت مُخَيَّرٌ بين طاعتها وبقائك في الشقة، أو عصيانها وتحمُّل تبِعة ذلك.
ولا شك أن الثاني طاعة لله، فاعملْ به، وسيكفيك الله، ولا يمنع ذلك مِن مُحاوَلة إقناعها، ولكن بالحسنى.
اشرحْ لها الموقف لعلها تتفهَّم، حاولْ مرارًا وتَكْرارًا، واستعْطِفْها بالكلمات الطيبةِ، وأشْعِرْها بعدم استغنائك عنها كوالدة، وأن الموقف ليس موقفًا عاديًّا؛ لعلها ترِقُّ وتَعْذِرك.
المهم ألا تيئس، وألا تقطع تواصلك بوالدتك، فهي أُمٌّ قَبْلَ كلِّ شيءٍ، أضفْ إلى ذلك ما قامتْ به من أجْلِ راحتك وإسعادك.
كما أقترح أن تطلب مِن والد زوجتك أن يتواصل معها، ويحاول إفهامها، والاعتذار إن أمكن؛ لعلها ترضى.
واحذرْ أثناء حديثك مع والدتك أن ترفع من شأن زوجتك وأهلها؛ فإن هذا مما يُصيبها في مقتلٍ؛ حيث يُشْعِرُها بانجذابك لهم، برغم أنها هي صاحبة الفضل، بل ليتك تُلَمِّح لها بأنك تنتقد فِعْل والد زوجتك، لكنك لا تريد أن تَدْخُلَ معهم في إشكالات، حتى لو اضطررتَ أن تكذبَ، فالكذبُ للإصلاح بين الناس جائز.
ولا تنسَ أن تَتَضَرَّع إلى الله أن يكشفَ هذه الغمة عنك، وأن يهديك إلى الرشاد، وأن يجعل لك مَخْرجًا، فهو وحده سبحانه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
ويَحْسُن بك أن تتفقد علاقتك بالله؛ فما نزَل بلاء إلا بذنب، ولا رُفِعَ إلا بتوبة، وهكذا المؤمن دائم الاتهام لنفسه حين نُزُول المُلِمَّات.
أعانك ربي، وأزال همَّك، ويسَّرَ أمرك، وسخَّر لك مَن حولك