Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

أريد العيش في بيت مستقل

$
0
0
أريد العيش في بيت مستقل
أ. مروة يوسف عاشور





السؤال



ملخص السؤال:

سيدة متزوجة تسكُن في بيت عائلة زوجها، بينها وبين أهل زوجها مشكلات؛ مما أدى إلى تركِها للبيتِ، ولا تريد الرجوع إلى البيت إلا إذا استقلَّتْ في سكنٍ آخر بعيد عن أهل زوجها.



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة، وزوجي ولله الحمدُ صفاتُه الخلُقية محمودة، لكن المشكلة أنه ضعيفُ الشخصية أمام أهلِه؛ فالكلُّ يتحكَّم فيه، ولا يُعيرُونه اهتمامًا.




وقعتْ خُصومةٌ كبيرة جدًّا بيني وبين زوجة أخيه، وظلَمتني وكذبتْ عليَّ، وحلفتْ على القرآنِ زُورًا أنني أسبُّ وأشتكي لها من إخوة زوجي، وأنني أكرههم، وأشياء كثيرة جدًّا لا أعلم عنها أي شيء!




صُدِمْتُ مما قيل، وتركتُ البيت، وللأسف زوجي وجميع الأهل صدَّقوا ما قالتْ وكذَّبوني!




الآن لَم أَعُدْ أحتَمِل الوضع بتاتًا، وقد عانيتُ كثيرًا، ومرضتُ لهولِ ما حدث، واستقرَّ رأيي على عدم الرجوع إلى البيت حتى يستقلَّ زوجي عنهم، لكن زوجي رفض، ورأيُه أن لنا شقةً خاصة بنا، ولا داعي لأن نترُكَ البيت مِن الأصل؛ لأن الأمر لا يَستدعي!




لو طلبتُ النقل بالكلية وأصررتُ على ذلك فسيُطلِّقني، ولديَّ أولادٌ، ولا أعلم ماذا أفعل؟ ولو رجعتُ إلى البيت ستكون نهايتي، وستتأثَّر صحتي، وربما أموت مَوتًا بطيئًا.



فما الحل مِن وجهة نظَركم؟ وهل لي الحق في طلَب سكنٍ مُستقلٍّ؟


الجواب



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بُنيتي الغالية، حياكِ الله.




اسمحي لي أن ألفتَ انتباهكِ الكريم إلى طريقة تفكيركِ التي بَدَتْ بين إفراطٍ وتفريطٍ؛ فأنتِ في تعاملكِ معهم باللين الشديد والضعف الذي لا أراه يختلف عن زوجكِ كثيرًا، رغم أن لهم عليه مِن الحقوق ما يَحمله على التجاوُز ما ليس لكِ.




ألم يكنْ بإمكانكِ ترْكُ التواصل معهم، والاختلاط بهم، وإبداء ما تُبدين الآن مِن القوة والإصرار على الرأي، عِوَضًا عن طلب مسكنٍ جديدٍ في الغالب لن يقدرَ عليه زوجُكِ؟




هو مُحِقٌّ في رفضِه لصعوبة مثلِ هذا الإجراء، مع عدم توفر المسكن البديل أمامه، أو لرغبته في البقاء إلى جوار أهلٍ قد يكونون في حاجة إليه ولهم عليه حقوقٌ، ولو كانوا ظالمين، لكنكِ مُحقة إن طلبتِ تجنُّبهم وعدم الاختلاط بهم على أيِّ نحو، على ألا تمنعي أبناءكِ أو زوجكِ من زيارتهم والتواصل معهم، أو تحرضي عليهم - تصريحًا أو تلميحًا - بالسوء، وبما قد يُوغر الصدور.




فنصيحتي لكِ باختصار: أن تعدلي مِن قراركِ أو طلبكِ بهذا الطلب الجديد: "أن تستقلِّي عنهم في شقتكِ، دون اختلاطٍ بهم بأيِّ وسيلة".




ونصيحة أخرى أيتها العزيزة: نحن كثيرًا ما نَحْكُم على الآخرين مِن وجهة نظرنا التي نراها ولا نرى غيرها، وقد يكون الوضعُ على غير ما يَبدُو لكِ، أو على الأقل باختلافٍ قد يُغير مِن نظرتكِ إليهم، ولن يكون مِن السهلِ عليكِ أن يحلفَ أحدُهم أمامكِ بالأيمان المُغلَّظة على أمورٍ لن تملكي إلا أن تُصدقيها حين لا يدافع المُدعي عليه عن نفسه، أو يحاول أن يَدْرَأَ الشُّبْهة بحججٍ تَدْحَض ما تقول.




لا أعني بقولي هذا أنهم على صوابٍ مِن تصديقِ ما قالتْ وادَّعتْ، لكن الأمر ليس على هذا النحو من اليُسر، وكم مِن موقفٍ يسهل علينا أن نحكمَ عليه مِن بعيدٍ ثم لا نفعل إلا كما فَعَلَ مَن ننتقده ونتعجَّب منه!





فإن عدتِ إلى بيتكِ واعتزلتِهم، فلْتَجْعَلي في اعتزالك شُرفة بينكِ وبينهم، ولا تكوني غليظةً في أي موقفٍ قد تتعرضين إليه، ولتُوازني بين اللين وحِفْظ حقكِ كاملًا، وثقي أنَّ الله لا يُذهِب أجرَ الصبر على المسلمين سُدًى، ولن يَدومَ كيدُ الكائدين.




والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل







Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Trending Articles