Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

ابني على علاقة بفتاة ، فما الحل؟

$
0
0
ابني على علاقة بفتاة ، فما الحل؟


أ. عائشة الحكمي



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني يبلغ مِن العمر (11 عامًا)، بنيتُ علاقتي به على الصراحة والصداقة، وأستشيره في أمورٍ كثيرةٍ، أثق فيه وفي رأيه، الذي غالبًا ما يكون سديدًا، متفوقٌ دراسيًّا، رياضي.

بدأتْ مشكلتي عندما تعرفتُ على صديقة جديدة لديها ابنة في نفس عمر ابني، لا تهتم بأبنائها، وعليها ملاحظات كثيرةٌ في تربيتها لأبنائها، لاحظتُ أن الفتاةَ تتقرَّب من ابني، وحذَّرْتُه لأني وجدتُ رسائل ورقية بينهما فيها كلمات حبٍّ، فوعدني أنه لن يعيد الأمر معها.

لكن عاد لمراسلتها مرة أخرى، ودار بينهما كلام حبٍّ وغزَل، حتى وصَل الأمر إلى أن طلبتْ منه الفتاة أن يُقَبِّلها ويحضنها، واتفقَا على أن يتقابَلَا في مكان لا يوجد فيه أحد ويفعلا ما طلبتْه منه.

ولكن الحمد لله تداركتُ الأمر وعلمتُ الرسائل التي كانت بينهما قبل فوات الأوان، وعندما علمتُ حزنتُ جدًّا، وضربتُه ضربًا شديدًا، وقاطعتُه، وفقدت الثقة فيه.

أشعر أني فشلتُ في تربيتي له، ولا أعلم ماذا أفعل؟ أشعر أني أُمٌّ فاشلة فما الحل؟


الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان

أيتها الأم العزيزة، هل يصح أن نفقدَ الثقة في صبيٍّ له إحدى عشرة سنة؟!

أنت تربِّين بشرًا وليس ملكًا، وهذا يعني أنك ستستمرين على تربية ابنك العزيز وتأديبه حتى يمتدَّ قوامه، ويستكمل شبابه، والذنبُ مِن مُوجبات البشرية، كما يقول ابنُ القيِّم - رحمه الله - فما ظنك بصبيٍّ مرفوع عنه القلم؟!

أوصيك بريحانتك خيرًا، وأن تتعاملي معه بواقعيَّة، وبما يتواءَم مع آداب زمانه، وعمره العقلي والزمني، فكونك قد توسَّمتِ فيه مخايل النجابة، وبدَتْ فيه علاماتُ النُّضج مع أنَّ سِنَّه في أوان منشَئِها، فذلك لا يعني أبدًا أنه قد أصبح ناضجًا وعاقلًا بالفعل، بل يعني أنه قد قارَبَ في خصائصه النفسية والعقلية خصائصَ المراهقين المُرهَقِين، مع استبعاد التفكير الجنسيِّ بلا ريب، فلا تخسري ابنك، وتدفعيه بعيدًا عنك في الوقت الذي بدَتْ فيه حاجته الماسة إلى الرعاية والحبِّ والدِّفءِ العاطفيِّ.

مِن هنا، أنصحك بتفريغ طاقات ابنك العزيز بالأنشطة المفيدة والجديدة، غير التي اعتادَها ومَلَّها، ولتُنَظِّمي له جدولًا حافلًا بالواجبات المدرسيَّة، والألعاب التعليميَّة المتنوِّعة، والأنشطة الترفيهية داخل وخارج المنزل؛ حتى لا يُفسدَه الفراغُ بالتفكير العاطفي وهو في هذه السن، مع الاهتمام بالتعبير العاطفيِّ عن الحبِّ الوالدي تقبيلًا وعناقًا ومَديحًا.


في المقابل، اعملي على تصحيح الجانب الآخر مِن المشكلة مِن خلال الحديث مع والدة تلك الصغيرة العاشِقة؛ لتلتفتَ إلى واجباتها التربوية تُجاه بنيتها، مع مُناصَحة الصغيرة بشكلٍ مباشرٍ بدون أن تغلظي عليها؛ فلعلها تخجل منك فترتدع، ولا تعود ثانيةً إلى تلك التصرفات الرَّديَّة!

وعسى الله أن يحفظَ أبناءَكم بحفْظِه، ويقرَّ أعينكم ببرهم، وصلاح أمرهم، وهدايتهم، اللهم آمين.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب







Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Trending Articles