حديث: البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك
الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري
عن النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه سلم عن البر والإثم فقال: ((البر حُسن الخُلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهتَ أن يطلع عليه الناس))؛ رواه مسلم[1].
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: قال العلماء رحمهم الله تعالى: البر يكون بمعنى الصلة، وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة والعِشرة، وبمعنى الطاعة، وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق[2]، قال بعض العلماء رحمهم الله تعالى: معنى حسن الخلق: بذل المعروف، وكف الأذى، وطلاقة الوجه، والتواضع، وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى: حسن الخلق هو: مخالطة الناس بالجميل والبِشر، والتودُّد لهم، والإشفاق، والحِلم عنهم، والصبر عليهم في المكاره، وترك الكِبْر والاستطالة عليهم، ومجانبة الغلظة والغضب والمؤاخذة[3].
الفائدة الثانية: قال جعفر الصادق رحمه الله تعالى: ليس في القرآن الكريم آيةٌ أجمع لمكارم الأخلاق من قول الله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، قيل في معناه: أن تصل مَن قطَعك، وتعطيَ مَن حرَمك، وتعفوَ عمن ظلمك[4].
الفائدة الثالثة: مِن حُسن الخُلق: البشاشة عند اللقاء، وترك العبوس؛ روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلقٍ))[5]، وسئل سلام بن أبي مطيع عن حُسن الخلق، فأنشد شعرًا، فقال[6]:
وقال الشافعي:
[1] رواه مسلم في كتاب البر والآداب والصلة، باب تفسير البر والإثم 4/ 1980 (2553).
[2] شرح النووي على صحيح مسلم 16/ 111.
[3] ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم 15/ 78، وفيض القدير 1/ 174.
[4] فيض القدير 3/ 489.
[5] رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء 4/ 2026 (2626).
[6] جامع العلوم والحكم 1/ 182.
الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري
عن النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه سلم عن البر والإثم فقال: ((البر حُسن الخُلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهتَ أن يطلع عليه الناس))؛ رواه مسلم[1].
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: قال العلماء رحمهم الله تعالى: البر يكون بمعنى الصلة، وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة والعِشرة، وبمعنى الطاعة، وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق[2]، قال بعض العلماء رحمهم الله تعالى: معنى حسن الخلق: بذل المعروف، وكف الأذى، وطلاقة الوجه، والتواضع، وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى: حسن الخلق هو: مخالطة الناس بالجميل والبِشر، والتودُّد لهم، والإشفاق، والحِلم عنهم، والصبر عليهم في المكاره، وترك الكِبْر والاستطالة عليهم، ومجانبة الغلظة والغضب والمؤاخذة[3].
الفائدة الثانية: قال جعفر الصادق رحمه الله تعالى: ليس في القرآن الكريم آيةٌ أجمع لمكارم الأخلاق من قول الله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، قيل في معناه: أن تصل مَن قطَعك، وتعطيَ مَن حرَمك، وتعفوَ عمن ظلمك[4].
الفائدة الثالثة: مِن حُسن الخُلق: البشاشة عند اللقاء، وترك العبوس؛ روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلقٍ))[5]، وسئل سلام بن أبي مطيع عن حُسن الخلق، فأنشد شعرًا، فقال[6]:
تراه إذا ما جئتَه متهلِّلًا ![]() كأنك تُعطيه الذي أنتَ سائِلُهْ ![]() ولو لم يكُنْ في كفِّه غيرُ رُوحِه ![]() لجاد بها؛ فليتَّقِ اللهَ سائِلُهْ ![]() هو البحرُ مِن أيِّ النواحي أتيتَه ![]() فلُجَّتُه المعروفُ والجودُ ساحِلُه ![]() |
وقال الشافعي:
يخاطبني السَّفيهُ بكل قُبْحٍ ![]() فأكرَهُ أن أكونَ له مجيبَا ![]() يَزيدُ سفاهةً فأزيد حِلمًا ![]() كعُودٍ زاده الإحراقُ طِيبَا ![]() |
[1] رواه مسلم في كتاب البر والآداب والصلة، باب تفسير البر والإثم 4/ 1980 (2553).
[2] شرح النووي على صحيح مسلم 16/ 111.
[3] ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم 15/ 78، وفيض القدير 1/ 174.
[4] فيض القدير 3/ 489.
[5] رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء 4/ 2026 (2626).
[6] جامع العلوم والحكم 1/ 182.