Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

صرح علمي

$
0
0
صرح علمي
د. مصعب سلمان أحمد السامرائي









تعدُّ كليَّة الإمام الأعظم رحمه الله، الجامعة، من الصُّروح العلمية العريقة في تاريخ العراق، والتي كانت لها إسهاماتٌ كبيرة في الحركة العلمية والثقافيَّة في عموم البلدان العربية والإسلامية؛ حيث أرفدت هذه الكليةُ المؤسَّسات العلمية والثقافية والبحثية والتربوية بالخبرات والإمكانيَّات، في مختلف المجالات والعلوم والفنون.







كما لها دور بارز في المحافظة على المَوروث الإسلامي.



وقد أخذتْ على عاتقها تدريس العلوم الشرعيَّة باللغتين العربية والإنجليزية، وعلى وفق الطُّرق العلمية الحديثة، وحسب ما تقتضيه مستجدَّات البحث العلمي الرصين.







وقد شيدتْ هذه الكلية بجوار قبر مَن انتسبت إليه وتشرَّفت باسمه؛ وهو الإمام الأعظم والفقيه المقدَّم أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي (ت: 150 هـ).



ولهذه الكليَّة جذور تاريخية ربطت الماضي العريق بالحاضر الجميل.







فقد ذكرها ابن الجوزي البغدادي (ت: 597 هـ) في كتابهِ "المنتظم"، وكذلك ابن خلكان (ت: 681 هـ) في تاريخه، أنَّه في عام (459 هـ) بُني قبر أبي حنيفة، وعُمل لقبره ملبن، وعُقدتْ له القبَّة، وعُملتْ المدرسة بإزائه ونزلها الفقهاء.







مرورًا بعهد الدولة العثمانية، ففي عام (1911م)، طالب الشيخ العلَّامة نعمان الأعظمي السلطانَ العثماني بإعادة إنشائها وبنائها.







وفي العهد الملكي في عام (1923م) صدر الأمر الملكي من (المملكة العراقية) بإعادة (الكلية الأعظمية)، وجعلها تابعة لديوان وزارة الأوقاف.







وفي العهد الجمهوري في عام (1967م)، صدر القانون رقم (38) للجمهورية العراقية، وبموجبه أُسِّست باسم (كلية الإمام الأعظم).







في عام (1974م)، صدَر قرار مجلس قيادة الثورة بإلغاء التعليم الأهلي، معتبرًا الأوقاف جهة أهليَّة، فأمِّمتْ هذه الكلية وأُلحقت بوزارة التعليم العالي.







في عام (1980م)، صدر قرار مجلس قيادة الثورة بدمجِها بجامعة بغداد وتسميتها بكليَّة الشريعة، ثمَّ صدر قانون يقضي بتسميتها المعهد العالي لإعداد الأئمة والخطباء.



في عام 1986 تمَّ تأسيس مكتبة الكلية، والتي حوت مجموعة من الكتب الإسلامية القيمة.







وفي عام 1997م، صدر القانون رقم (19) القاضي بتأسيس كلية إسلامية في بغداد ترتبط بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية باسم (كلية صدام لإعداد الأئمة والخطباء والدعاة).



وفي عام (2003م)، قرَّرت الهيئة التدريسية إرجاع تسميتها للاسم الأول (كلية الإمام الأعظم).







وتضمُّ هذه الكلية مجموعة من الأقسام العلمية في بغداد والأنبار، وصلاح الدين وديالى، وكركوك والبصرة، وهي كالآتي:



1- قسم الدعوة والخطابة والفكر.



2- قسم الفقه وأصوله.



3- قسم أصول الدين.



4- قسم اللغة العربية.



5- قسم القراءات القرآنية.



6- قسم التاريخ والحضارة الإسلامية.



7- قسم الشريعة والقانون.



8- قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية.







كما أنها تستقبل أفواجَ الطلبة من الذكور والإناث من كلِّ حدَب وصوب نحو هذه الأقسام العلمية الرصينة للدراستين الأولية والعليا صباح مساء.



وتضمُّ في أروقتها أساتذة أَكْفاء من ذوي الخبرات والمهارات العالية في نشر العلم والمعرفة.



كما تمتاز مناهجها بالوسطيَّة والاعتدال، والدعوة إلى التعايش السلمي والوحدة المجتمعية.







وتعمل هذه الكليَّة على إقامة المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية والحلقات النقاشية والورش العملية، التي تُسهم في تطوير المناهج الدراسية والآليات الإدارية؛ خدمة لثلاثية التعليم: الأستاذ، والمادة العلمية، والطالب.







وقد خرَّجتْ المئات بل الآلاف من أصحاب الشهادات - البكالوريوس والماجستير والدكتوراه - الذين يقومون بواجباتهم العلمية والإدارية.







ويكفيها فخرًا أنها جعلتْ في شعارها قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24].



فاتَّخذتْ من هذه الآية منهجًا عظيمًا، ونبراسًا مضيئًا، تنير به طريقَ السالكين، ودروب القاصدين، لعلوم الشَّرع المبين.



فهي بحقٍّ صرح علمي رصين، يخدم العلومَ الإسلامية، والمجتمعاتِ البشرية، والحضارةَ الإنسانية.







ومن أقسام الكلية المهمة تلك الأقسام العلمية في مدينة العلم والعلماء، مدينة الحضارة والعراقة، مدينة الملوية وقصر العاشق، مدينة الإمامين السيدين علي الهادي والحسن العسكري رضي الله عنهما، مدينة سر من رأى سامراء.







ففيها قسم الفقه وأصوله للدراستين الصباحية والمسائية؛ والذي تمَّ افتتاحه عام (2004م)، وقسم أصول الدين؛ والذي تمَّ افتتاحه عام (2010م)، وقسم اللغة العربية؛ والذي تمَّ افتتاحه عام (2013م).



ولم تزل هذه الأقسام تزخر بالعلم والعلماء، وتخرج طلبةَ العلم؛ من الأئمة والخطباء والتدريسيين في المجالات المختلفة.



حفظ الله صروحَ العلم وأهلها، وبارك فيها وفي مخرجاتها.






Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Trending Articles