أخاف على أخي من الانحراف
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة لها أخٌ عمرُه (18) عامًا، يعتمد عليه والدُه في كل شيء، مما سبَّب ضغطًا على الشاب، وتخاف الفتاة أن ينحرف أو يدمن، وتسأل: كيف يُمكن التعامُل معه؟ وما الطريقة التي يُمكن اتِّباعها للتقرُّب منه وإبعاده عن طريق الإدمان والانحراف؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي أخٌ في الصف الثاني الثانوي عمرُه (18) عامًا، هو الولدُ الوحيدُ، ووالدي يعتَمِد عليه في كلِّ شيء منذ كان صغيرًا.
أخي يرى أنه لم يَعِشْ طفولته كبقية أقرانه، مِن حيثُ اللعب والمرح، بل كان والدي دائمًا يجعله يعمل ويقف مع العمال، ويقوم بمسؤولية البيت كاملة.
الحمدُ لله والدي لم يُقَصِّرْ معنا، لكن الضغط الزائد على أخي جَعَلَهُ يتعامَل مع والدَيْه بصورةٍ غير صحيحة، فيَرُد عليهما، ولا يهتم أحيانًا بكلامهِما!
كلُّ هذا بالطبع نتيجة مقارَنة نفسه بزُملائه، وحرمان والده له مِن بعض الأشياء التي يجدها عند زملائه.
أخي يرى أنَّ والدي مُقصِّر معه، ولا يعطيه حقه أو احتياجاته، مما جعَل أخي يقول: أنا لا أحتاج مِن والدي شيئًا، وأي شيء سأشتريه مِن مالي!
كل خوفي أن يتسَبَّب الضغطُ الزائد في إدمانه أو انْحِرافه، وقد ظَهَرَتْ بوادرُ ذلك عندما أخذ بعض المخدِّرات من شاب، لكنه خاف وتَراجَع!
أخبِرونا كيف يُمكن التعامُل معه؟
وما الطريقةُ التي يُمكن اتِّباعها للتقرُّب منه وإبعاده عن طريق الإدمان والانحراف؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.
لا شكَّ أنَّ السن الذي يَمر به أخوك (18 عامًا) هو سن المراهقة، وهي سن شديدة الحساسية النفسية، حيث يَنظر إلى نفسه كرجلٍ مستقلٍّ كامل الامتيازات، ويريد أن يستقلَّ بقرارته وتصرفاته بعيدًا عن إملاء الآخرين ولو كان هؤلاء الآخرون الوالدين أو الأقارب.
في واقع الأمر لا يُمكن حل المشكلة بمعزلٍ عن تأثير الوالد حفظه الله، فهو الداءُ والدواءُ بالنسبة لأخيك، كونه كان سببًا ولا يَزال في التأثير على أخيك مِن حيث إهمالُه عاطفيًّا، وعدم مراعاته كشابٍّ يحتاج إلى امتيازات خاصة أمام زملائه.
المشكلةُ إذًا هي أن الولدَ يبحث عن ذاته المستقلَّة، وعليه فيُمكن اقتراح بعض الخطوات التالية:
• الجلوس مع الوالدِ والدردشة حول مشكلة أخيك، وإخباره أنَّ استمرارَ المشكلة يُمكن أن يُؤدِّي إلى انحرافه الفعلي، وذهابه في طريق الإدمان ونحوه، وأنَّ هناك مشكلةً حقيقيةً، وأنَّ حلَّها الرئيسي بِيَد الوالدِ.
• توضيح الصورة للوالد بخُصوص أخيك، وأنه يحتاج إلى (التقدير) والشعور بذاته، وأنه مسؤولٌ عن نفسِه.
• تدعيم هذا الاتِّجاه، ليس بمَزيدٍ مِن إلقاء المسؤوليات على الولد مِن قِبَل الوالد، وإنما بمزيدٍ مِن (المكافأة) على هذه المسؤوليات، والمكافأة قد تكون ماديةً كما قد تكون كلمة شُكر وثناء.
• دور الوالدة مهم ومِحوريٌّ، ويتمثل في تقديم (تغذية راجعة) لسلوكيات أخيك، ومن ثَم تقديم نصائح توجيهية، كما أنها تلْعَب دورَ (الوسيط) بين أخيك وأبيك.
• إقناع الوالد بتفهُّم الاحتِياجات المادية لأخيك، كشراء هاتف، أو أغراض أخرى يمكن أن تُعزِّز ثقة الولد بأبيه.
• سن 18 سنة هي سن بداية الرشد، وعليه فلا بد للوالد أن يُشعرَ الولد بأنه صار (رجلًا)، وأنَّ الوالد يعتمد عليه معنويًّا كما يعتمد عليه ماديًّا، فيعطيه الثقة وشيئًا مِن الحرية في اتخاذ القرارات، وعدم التقييد الزائد، مع الاحتفاظ بحقِّ التوجيه والإرشاد.
• ينبغي أن ينتقلَ التوجيه مِن قِبَل الوالد مِن خانة (الأوامر المباشرة): افعل، ولا تفعلْ، إلى خانة (التوجيه غير المباشر): ما رأيك لو فعلتَ كذا؟
• البحث عن مَحاضن طيبة وصالحة للولد تُعزِّز عنده المسؤولية الشخصية والمجتمعية في آنٍ معًا، بمعنى: أن يحققَ ذاته، وأن يحفَظَ الجميل لأسرته ومجتمعه، سواء كانتْ هذه المحاضنُ نوادي رياضية أو حلقات دعوية، أو مشاركات مجتمعية وأنشطة خيرية.
• صناعة (قدوة) للولد داخل الجو القريب ومحيط الأسرة، فقد لا يرى الولدُ أنَّ أباه يصلح (قدوة له) لطبيعة التنافُر النفسي بينهما، فهنا يمكن البحث عن قدوةٍ مؤقتةٍ لحين إصلاح العلاقة بين الوالد والولد، فقد يكون عم الولد أو خاله يبرز في مجالات معينة، يُمكن لفت نظر الولد إليها بطريقة غير مباشرة، ومدح هذا الخال أو العم أمام الولد، وكأنكم تقولون له: اصنعْ مثله.
نسأل الله تعالى أن يُعينكم على إصلاح أخيكم، وأن يهديَ قلبه ويشرح صدره للإيمان
والله الموفق
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة لها أخٌ عمرُه (18) عامًا، يعتمد عليه والدُه في كل شيء، مما سبَّب ضغطًا على الشاب، وتخاف الفتاة أن ينحرف أو يدمن، وتسأل: كيف يُمكن التعامُل معه؟ وما الطريقة التي يُمكن اتِّباعها للتقرُّب منه وإبعاده عن طريق الإدمان والانحراف؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي أخٌ في الصف الثاني الثانوي عمرُه (18) عامًا، هو الولدُ الوحيدُ، ووالدي يعتَمِد عليه في كلِّ شيء منذ كان صغيرًا.
أخي يرى أنه لم يَعِشْ طفولته كبقية أقرانه، مِن حيثُ اللعب والمرح، بل كان والدي دائمًا يجعله يعمل ويقف مع العمال، ويقوم بمسؤولية البيت كاملة.
الحمدُ لله والدي لم يُقَصِّرْ معنا، لكن الضغط الزائد على أخي جَعَلَهُ يتعامَل مع والدَيْه بصورةٍ غير صحيحة، فيَرُد عليهما، ولا يهتم أحيانًا بكلامهِما!
كلُّ هذا بالطبع نتيجة مقارَنة نفسه بزُملائه، وحرمان والده له مِن بعض الأشياء التي يجدها عند زملائه.
أخي يرى أنَّ والدي مُقصِّر معه، ولا يعطيه حقه أو احتياجاته، مما جعَل أخي يقول: أنا لا أحتاج مِن والدي شيئًا، وأي شيء سأشتريه مِن مالي!
كل خوفي أن يتسَبَّب الضغطُ الزائد في إدمانه أو انْحِرافه، وقد ظَهَرَتْ بوادرُ ذلك عندما أخذ بعض المخدِّرات من شاب، لكنه خاف وتَراجَع!
أخبِرونا كيف يُمكن التعامُل معه؟
وما الطريقةُ التي يُمكن اتِّباعها للتقرُّب منه وإبعاده عن طريق الإدمان والانحراف؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.
لا شكَّ أنَّ السن الذي يَمر به أخوك (18 عامًا) هو سن المراهقة، وهي سن شديدة الحساسية النفسية، حيث يَنظر إلى نفسه كرجلٍ مستقلٍّ كامل الامتيازات، ويريد أن يستقلَّ بقرارته وتصرفاته بعيدًا عن إملاء الآخرين ولو كان هؤلاء الآخرون الوالدين أو الأقارب.
في واقع الأمر لا يُمكن حل المشكلة بمعزلٍ عن تأثير الوالد حفظه الله، فهو الداءُ والدواءُ بالنسبة لأخيك، كونه كان سببًا ولا يَزال في التأثير على أخيك مِن حيث إهمالُه عاطفيًّا، وعدم مراعاته كشابٍّ يحتاج إلى امتيازات خاصة أمام زملائه.
المشكلةُ إذًا هي أن الولدَ يبحث عن ذاته المستقلَّة، وعليه فيُمكن اقتراح بعض الخطوات التالية:
• الجلوس مع الوالدِ والدردشة حول مشكلة أخيك، وإخباره أنَّ استمرارَ المشكلة يُمكن أن يُؤدِّي إلى انحرافه الفعلي، وذهابه في طريق الإدمان ونحوه، وأنَّ هناك مشكلةً حقيقيةً، وأنَّ حلَّها الرئيسي بِيَد الوالدِ.
• توضيح الصورة للوالد بخُصوص أخيك، وأنه يحتاج إلى (التقدير) والشعور بذاته، وأنه مسؤولٌ عن نفسِه.
• تدعيم هذا الاتِّجاه، ليس بمَزيدٍ مِن إلقاء المسؤوليات على الولد مِن قِبَل الوالد، وإنما بمزيدٍ مِن (المكافأة) على هذه المسؤوليات، والمكافأة قد تكون ماديةً كما قد تكون كلمة شُكر وثناء.
• دور الوالدة مهم ومِحوريٌّ، ويتمثل في تقديم (تغذية راجعة) لسلوكيات أخيك، ومن ثَم تقديم نصائح توجيهية، كما أنها تلْعَب دورَ (الوسيط) بين أخيك وأبيك.
• إقناع الوالد بتفهُّم الاحتِياجات المادية لأخيك، كشراء هاتف، أو أغراض أخرى يمكن أن تُعزِّز ثقة الولد بأبيه.
• سن 18 سنة هي سن بداية الرشد، وعليه فلا بد للوالد أن يُشعرَ الولد بأنه صار (رجلًا)، وأنَّ الوالد يعتمد عليه معنويًّا كما يعتمد عليه ماديًّا، فيعطيه الثقة وشيئًا مِن الحرية في اتخاذ القرارات، وعدم التقييد الزائد، مع الاحتفاظ بحقِّ التوجيه والإرشاد.
• ينبغي أن ينتقلَ التوجيه مِن قِبَل الوالد مِن خانة (الأوامر المباشرة): افعل، ولا تفعلْ، إلى خانة (التوجيه غير المباشر): ما رأيك لو فعلتَ كذا؟
• البحث عن مَحاضن طيبة وصالحة للولد تُعزِّز عنده المسؤولية الشخصية والمجتمعية في آنٍ معًا، بمعنى: أن يحققَ ذاته، وأن يحفَظَ الجميل لأسرته ومجتمعه، سواء كانتْ هذه المحاضنُ نوادي رياضية أو حلقات دعوية، أو مشاركات مجتمعية وأنشطة خيرية.
• صناعة (قدوة) للولد داخل الجو القريب ومحيط الأسرة، فقد لا يرى الولدُ أنَّ أباه يصلح (قدوة له) لطبيعة التنافُر النفسي بينهما، فهنا يمكن البحث عن قدوةٍ مؤقتةٍ لحين إصلاح العلاقة بين الوالد والولد، فقد يكون عم الولد أو خاله يبرز في مجالات معينة، يُمكن لفت نظر الولد إليها بطريقة غير مباشرة، ومدح هذا الخال أو العم أمام الولد، وكأنكم تقولون له: اصنعْ مثله.
نسأل الله تعالى أن يُعينكم على إصلاح أخيكم، وأن يهديَ قلبه ويشرح صدره للإيمان
والله الموفق