الهوية الدينية
بعد قيادتك الناجحة للحياة في جوانبها الخمسة ثم التغيير في عناصره الخمسة أصبحتَ جاهزاً للعمل في أحد المجالات الحضارية الثمانية، وفي هذا العدد سنتحدث عن (الهوية الدينية):
الهوية الدينية: الدين هو المعتقد الغيبي الذي يؤمن به الإنسان، والهوية الدينية هي الانتماء لذلك الدين.
في العام 2003 يأتي الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلى منتدى جدة الاقتصادي محذراً من تجربة ماليزيا! والسبب أنها في تلك الفترة قد طرحت مشروع "الإسلام الحضاري". وهذا ما جعل كلينتون يخاف من النموذج الماليزي ويحذّر الناس منه.
قناعات مهمة:
إن الدين عند الله هو الإسلام، ولكن ليس كل الناس يدينون بذلك، فلكلٍّ ديانته واعتقاده، ولكل دين بعد الإسلام حسناته وسيئاته، ويدعو إلى فضائل الأعمال - عدا اليهودية، والذي يسعى إليه هذا المشروع:
أ- الدعوة إلى الدين الحق، وهو الإسلام لغير المسلم.
ب- وإن لم يستجب غير المسلم للإسلام، دعوته إلى التمسك بفضائل دينه، كدعوة المرأة النصرانية إلى الاحتشام كون دينها يأمرها بذلك.
ج- تأصيل العناصر الحضارية تأصيلاً شرعياً.
ما أهمية إيقاد الحِسّ الديني عند الناس؟
إنّ الدين يوجِد الاستقرار النفسي لدى الإنسان ويدفعه للعمل النافع ويردعه عن السيء، كما يجعله يُقْدِم على العمل التطوعي من دون انتظار الجزاء الدنيوي.
يتمحور الدين الإسلامي كله حول مسألتين رئيسيتين:
أ. التوحيد والتسليم الكامل للمولى عز وجل.
ب. اتّباع سُنّة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهَدْيه.
لقطة:
عندما وصل السيد عبد الله بدوي إلى سُدة الحكم في ماليزيا أطلق مشروع "الإسلام الحضاري" الذي يرتكز على مبدأ (التقوى أولاً)، والذي يهدف إلى تأصيل كل مقومات الحضارة تأصيلاً شرعياً، حتى غدت التربية والتعليم والإدارة والجودة والأخلاق والمعاملات والرياضة والترفيه والتشريع والقانون وحتى السياسة والاقتصاد "تتكلم من منطلق إسلامي"، ذلك لأن الإسلام ليس مجرد شعائر ومعتقد، بل منهج حياة متكامل بدءاً من تعزيز الشخصية الاستقلالية للفرد إلى تقويم سلوك الدولة.
خطة عمل:
يبدأ العمل السليم من إنشاء فريق عمل متكامل يأخذ على عاتقه مهمة تعزيز الهوية الدينية لدى الناس، ويجاهد على جبهات ثلاثة:
الجبهة الأولى: الدعوة إلى عقيدة التوحيد الخالصة وإلى نهج المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وتحيط هذه الجبهة بكل الأفراد المستهدفين لمشروع صناعة الحضارة في مدينتك، ونقترح على الفريق الوسائل الآتية:
أ- دعوة علماء الإعجاز القرآني لمحاورة علماء الأديان الأخرى ودعوتهم للتحقّق من علامات الإعجاز.
ب- التأليف في "أهم 100 موقف نبوي معاصر" يُذكّر بالهدي النبوي الشريف في أهم المواقف اليومية.
الجبهة الثانية: دعوة غير المسلمين إلى التمسك بالقيم الإنسانية الفاضلة الموجودة في دياناتهم، والعمل المشترك على القاعدة الأصولية (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويَعذُر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه). والمقترحات:
أ- يتجه عدد من العلماء والباحثين إلى الديانات الأخرى لمشاهدة المبادئ السامية لتذكير أتباعهم بذلك.
ب- محاورة العقلاء من أصحاب الديانات الأخرى لمشاهدة نقاط الاتفاق بين الطرفين، كمحاربة الإجهاض مثلاً.
الجبهة الثالثة: تقديم أُطروحات لربط العقيدة الإسلامية الصحيحة مع مقومات الحضارة، وهي:
أ- الحرية الشخصية: تنطلق الحرية الشخصية للفرد بعد فهم صحيح للدين من دون إفراط أو تفريط.
ب- تسخير العلوم والمعارف: توجيه الطاقة العلمية لتحقيق معنى عمران الأرض والاستخلاف.
ج- التنمية الاقتصادية الشاملة: مع مراعاة حق العباد ورب العباد في ثروات البلاد.
د- تعزيز دور المرأة: تفعيل الطاقة النسائية في بناء المجتمع مع المحافظة على ضوابط العمل الجماعي.
هـ- تقوية القانون: ربط الجزاء الدنيوي بالجزاء الأخروي ونشر ثقافة يوم الحساب.
و- حماية البيئة: الإسهام مع المؤسسات الدولية لحماية البر والبحر والفضاء ونشر ثقافة حب البيئة.
ز- القدرات الدفاعية: ربط الجهود الدفاعية للبلد بعقيدة الولاء والبراء والشهادة في سبيل الله.
عند الساعة 8:37 صباح 13 يوليو 1977 تضرب صاعقة محطة توليد الطاقة الرئيسية في نيويورك فتبدأ سلسلة من الأخطاء تجعل التسع ملايين نيويوركيّ يصبحون ويُمسون بدون كهرباء لمدة 25 ساعة قادمة؛ ساعات قليلة كانت كفيلة بكشف الشعب الأمريكي "المتحضر!!" عن غياب الرقيب البشري، فيكشف عن وجهه الحقيقي وتبدأ عمليات النهب والسرقات في متاجر 31 شارعاً من أحياء نيويورك بلغت 1616 متجراً، وافتعال 1037 حريقاً، وتعجز الشرطة عن اعتقال أكثر من 4500 سارق ازدحمت بهم الزنازين المكدّسة، وفي سبيل تحقيق القانون أصيب (550) شرطياً، والمفاجأة أن أعلى نسبة مواليد في نيويورك سُجلت بعد 9 أشهر من هذه الحادثة!
سؤال بريء: هل يمكن أن تحدث هذه الحوادث عند مجتمع يعتقد بمبدأ: التقوى أوّلاً؟.
عبيد سليمان |
بعد قيادتك الناجحة للحياة في جوانبها الخمسة ثم التغيير في عناصره الخمسة أصبحتَ جاهزاً للعمل في أحد المجالات الحضارية الثمانية، وفي هذا العدد سنتحدث عن (الهوية الدينية):
الهوية الدينية: الدين هو المعتقد الغيبي الذي يؤمن به الإنسان، والهوية الدينية هي الانتماء لذلك الدين.
في العام 2003 يأتي الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلى منتدى جدة الاقتصادي محذراً من تجربة ماليزيا! والسبب أنها في تلك الفترة قد طرحت مشروع "الإسلام الحضاري". وهذا ما جعل كلينتون يخاف من النموذج الماليزي ويحذّر الناس منه.
قناعات مهمة:
إن الدين عند الله هو الإسلام، ولكن ليس كل الناس يدينون بذلك، فلكلٍّ ديانته واعتقاده، ولكل دين بعد الإسلام حسناته وسيئاته، ويدعو إلى فضائل الأعمال - عدا اليهودية، والذي يسعى إليه هذا المشروع:
أ- الدعوة إلى الدين الحق، وهو الإسلام لغير المسلم.
ب- وإن لم يستجب غير المسلم للإسلام، دعوته إلى التمسك بفضائل دينه، كدعوة المرأة النصرانية إلى الاحتشام كون دينها يأمرها بذلك.
ج- تأصيل العناصر الحضارية تأصيلاً شرعياً.
ما أهمية إيقاد الحِسّ الديني عند الناس؟
إنّ الدين يوجِد الاستقرار النفسي لدى الإنسان ويدفعه للعمل النافع ويردعه عن السيء، كما يجعله يُقْدِم على العمل التطوعي من دون انتظار الجزاء الدنيوي.
يتمحور الدين الإسلامي كله حول مسألتين رئيسيتين:
أ. التوحيد والتسليم الكامل للمولى عز وجل.
ب. اتّباع سُنّة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهَدْيه.
لقطة:
عندما وصل السيد عبد الله بدوي إلى سُدة الحكم في ماليزيا أطلق مشروع "الإسلام الحضاري" الذي يرتكز على مبدأ (التقوى أولاً)، والذي يهدف إلى تأصيل كل مقومات الحضارة تأصيلاً شرعياً، حتى غدت التربية والتعليم والإدارة والجودة والأخلاق والمعاملات والرياضة والترفيه والتشريع والقانون وحتى السياسة والاقتصاد "تتكلم من منطلق إسلامي"، ذلك لأن الإسلام ليس مجرد شعائر ومعتقد، بل منهج حياة متكامل بدءاً من تعزيز الشخصية الاستقلالية للفرد إلى تقويم سلوك الدولة.
خطة عمل:
يبدأ العمل السليم من إنشاء فريق عمل متكامل يأخذ على عاتقه مهمة تعزيز الهوية الدينية لدى الناس، ويجاهد على جبهات ثلاثة:
الجبهة الأولى: الدعوة إلى عقيدة التوحيد الخالصة وإلى نهج المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وتحيط هذه الجبهة بكل الأفراد المستهدفين لمشروع صناعة الحضارة في مدينتك، ونقترح على الفريق الوسائل الآتية:
أ- دعوة علماء الإعجاز القرآني لمحاورة علماء الأديان الأخرى ودعوتهم للتحقّق من علامات الإعجاز.
ب- التأليف في "أهم 100 موقف نبوي معاصر" يُذكّر بالهدي النبوي الشريف في أهم المواقف اليومية.
الجبهة الثانية: دعوة غير المسلمين إلى التمسك بالقيم الإنسانية الفاضلة الموجودة في دياناتهم، والعمل المشترك على القاعدة الأصولية (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويَعذُر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه). والمقترحات:
أ- يتجه عدد من العلماء والباحثين إلى الديانات الأخرى لمشاهدة المبادئ السامية لتذكير أتباعهم بذلك.
ب- محاورة العقلاء من أصحاب الديانات الأخرى لمشاهدة نقاط الاتفاق بين الطرفين، كمحاربة الإجهاض مثلاً.
الجبهة الثالثة: تقديم أُطروحات لربط العقيدة الإسلامية الصحيحة مع مقومات الحضارة، وهي:
أ- الحرية الشخصية: تنطلق الحرية الشخصية للفرد بعد فهم صحيح للدين من دون إفراط أو تفريط.
ب- تسخير العلوم والمعارف: توجيه الطاقة العلمية لتحقيق معنى عمران الأرض والاستخلاف.
ج- التنمية الاقتصادية الشاملة: مع مراعاة حق العباد ورب العباد في ثروات البلاد.
د- تعزيز دور المرأة: تفعيل الطاقة النسائية في بناء المجتمع مع المحافظة على ضوابط العمل الجماعي.
هـ- تقوية القانون: ربط الجزاء الدنيوي بالجزاء الأخروي ونشر ثقافة يوم الحساب.
و- حماية البيئة: الإسهام مع المؤسسات الدولية لحماية البر والبحر والفضاء ونشر ثقافة حب البيئة.
ز- القدرات الدفاعية: ربط الجهود الدفاعية للبلد بعقيدة الولاء والبراء والشهادة في سبيل الله.
عند الساعة 8:37 صباح 13 يوليو 1977 تضرب صاعقة محطة توليد الطاقة الرئيسية في نيويورك فتبدأ سلسلة من الأخطاء تجعل التسع ملايين نيويوركيّ يصبحون ويُمسون بدون كهرباء لمدة 25 ساعة قادمة؛ ساعات قليلة كانت كفيلة بكشف الشعب الأمريكي "المتحضر!!" عن غياب الرقيب البشري، فيكشف عن وجهه الحقيقي وتبدأ عمليات النهب والسرقات في متاجر 31 شارعاً من أحياء نيويورك بلغت 1616 متجراً، وافتعال 1037 حريقاً، وتعجز الشرطة عن اعتقال أكثر من 4500 سارق ازدحمت بهم الزنازين المكدّسة، وفي سبيل تحقيق القانون أصيب (550) شرطياً، والمفاجأة أن أعلى نسبة مواليد في نيويورك سُجلت بعد 9 أشهر من هذه الحادثة!
سؤال بريء: هل يمكن أن تحدث هذه الحوادث عند مجتمع يعتقد بمبدأ: التقوى أوّلاً؟.