الخليفة الراشد ترامب والزاهدة هيلاري
لم أستطع أن أفهم سبب انتشار حمَّى متابعة الانتخابات الأمريكية بين صفوف العرب والمسلمين ، رغم أنها هذه المرة ولعلها المرة الأولى في التاريخ ، سـتأتي نتائجها لصالحنا .
لماذا نتابع بهذا الحماس الشديد ، وكلا المرشحين ، أو المرشحتين ، ( من باب المساواة في الوصف ) أعلنا عن مواقفهما بوضوح شديد ؟
نحن العرب والمسلمين وقضايانا في أيدِ أمينة . لا تقلقوا سيداتي سادتي : ستكونون بخير .
أليس ترامب الذي آمل أن يكون خليفة المسلمين القادم ، بعزِ عزيزٍ أو بذل ذليلٍ ، قد أعلن مواقفه الإيجابية من العرب والمسلمين وقضاياهم ؟
أليس هو أول من دعا إلى تأسيس خلافة إسلامية على منهاج النبوة تدافع عن المسلمين وحقوقهم ، وطالب بأن يكون لهذه الخلافة صوت في مجلس الأمن ؟
ألم يدعُ الصهاينة للخروج من فلسطين ، وإعادتها لأهلها ، وإلا فسيرسل لهم جيشاً أوله في لاس فيغاس وآخره في القدس عاصمة فلسطين العربية المسلمة الموحدة ، وأكَّد مرتين على الكلمة الأخيرة " الموحدة " بجرأة غير مسبوقة ؟
أليس ترامب من هدَّد بأنه لن يقف مكتوف اليدين وهو يرى روسيا والميليشيات الشيعية التابعة لإيران تقتل المسلمين السنَّة وتهجرهم من قراهم بدعوى " الحرب على داعش " ؟ هل لاحظتم كيف أنه كان واضحاً وقاطعاً حين قال : " هذه اللعبة يجب أن تتوقف . على روسيا أن توقف قصف المدنيين حالاً ، وإلا " ، وأنتم تعرفون ماذا تعني " وإلا " حين يقولها قائد وزعيم بحجم السيد ترامب قدَّس الله سره .
أليس ترامب هو من هدد الغرب بأن تدخله السلبي في ليبيا والعراق وسوريا ومصر لن يمر مرور الكرام ، وأنَّه يناقش مع مستشاريه كل الخيارات والبدائل ، ومن بينها الحل العسكري ، لإعادة الأمور إلى نصابها ، ورفع الظلم والاضطهاد والثورات المضادة عن الشعوب العربية الإسلامية المقهورة ؟
أليس السيد ترامب هو من دعا الإيرانيين إلى وقف عملياتهم الإجرامية ووقف التدخل في شؤون الآخرين ، وإلا فلن تكون هناك قم أو طهران وأنَّه بسبب التغلغل المجوسي الرافضي " هكذا قالها " بالتحالف مع الغرب " الصليبي " هكذا قالها أيضاً ، فإن العالم العربي والإسلامي سيواجه حرباً طائفية تأكل الأخضر واليابس ؟
لذا ، فأنا لا أفهم بصدق لماذا هذا الحماس والاستقطاب والانقسام الشديد بين مؤيدي الخليفة الراشد ترامب والزاهدة هيلاري ؟
أليست هيلاري أول من دعا إلى إعادة بناء هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن على قواعد أبينا إبراهيم الذي كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ؟
أليست هيلاري هي التي وقفت أمام العالم أجمع لتقول " لا أمن للصهاينة على أرض فسلطين المحتلة ، وهذا الظلم الواقع على الفلسطينيين يجب أن يُرفع " ؟
كلنا رأينا هيلاري تُصرح : " لا للطائفية . لا للتشدد . لا للتطرف . لا لقتل النفس المسلمة المعصومة " .
قولوا لي بالله عليكم من سبق له وأن أعلن عن موقفٍ صريحٍ ضد العربدة الإيرانية في المنطقة العربية مثل هيلاري التي قالت : " على الولي الفقيه أن يتوقف وإلا " . وأنت كما تعرفون معنى " وإلا " حين يقولها السيد ترامب تعرفون معنى " وإلا " حين تقولها أخت الرجال وسليلة البيت الكلينتوني .
أليست هيلاري من وصفت حسن نصر الله بـ"الجرذ الطائفي" وبشَّار الأسد بـ" علبة الصلصة الحمراء الغبية " ؟
ثم ، أليست هيلاري التي أعلنت بشكل لا يقبل التأويل أن الحرمين الشريفين خط أحمر ، وأن صواريخ الحوثي ستكون وبالاً عليه مصداقاً للآية الكريمة " ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ نذقه من عذابٍ أليم " ؟
أليست هيلاري هي التي قالت : " قانون جاستا لن يمر سوى على جثتي " ؟
أليست هي من دعت العالم أجمع إلى التوحد لمواجهة " الإرهاب " الروسي ضد الشعب السوري ، واستخدام الصواريخ العابرة للقارات لضرب المصالح الروسية إن اقتضى الأمر ؟
.........
لا أفهم سبب تسمَّر العرب حكاماً ومحكومين أمام شاشات التلفاز لمتابعة سير الانتخابات الأمريكية ، رغم أن مصائرهم وقضاياهم في أيدٍ أمينة .
لا تقلقوا على شيء ، واتركوا القيادة لهم ، وكل أموركم إلى خير ، فأنتم بين مرشحين أو مرشحتين إحداهما أو أحدهما خليفة راشد ، والآخر أو الأخرى عابدة زاهدة .
مدد يا أمريكا مدد ...
د عبدالله المفلح |
![]() |
لم أستطع أن أفهم سبب انتشار حمَّى متابعة الانتخابات الأمريكية بين صفوف العرب والمسلمين ، رغم أنها هذه المرة ولعلها المرة الأولى في التاريخ ، سـتأتي نتائجها لصالحنا .
لماذا نتابع بهذا الحماس الشديد ، وكلا المرشحين ، أو المرشحتين ، ( من باب المساواة في الوصف ) أعلنا عن مواقفهما بوضوح شديد ؟
نحن العرب والمسلمين وقضايانا في أيدِ أمينة . لا تقلقوا سيداتي سادتي : ستكونون بخير .
أليس ترامب الذي آمل أن يكون خليفة المسلمين القادم ، بعزِ عزيزٍ أو بذل ذليلٍ ، قد أعلن مواقفه الإيجابية من العرب والمسلمين وقضاياهم ؟
أليس هو أول من دعا إلى تأسيس خلافة إسلامية على منهاج النبوة تدافع عن المسلمين وحقوقهم ، وطالب بأن يكون لهذه الخلافة صوت في مجلس الأمن ؟
ألم يدعُ الصهاينة للخروج من فلسطين ، وإعادتها لأهلها ، وإلا فسيرسل لهم جيشاً أوله في لاس فيغاس وآخره في القدس عاصمة فلسطين العربية المسلمة الموحدة ، وأكَّد مرتين على الكلمة الأخيرة " الموحدة " بجرأة غير مسبوقة ؟
أليس ترامب من هدَّد بأنه لن يقف مكتوف اليدين وهو يرى روسيا والميليشيات الشيعية التابعة لإيران تقتل المسلمين السنَّة وتهجرهم من قراهم بدعوى " الحرب على داعش " ؟ هل لاحظتم كيف أنه كان واضحاً وقاطعاً حين قال : " هذه اللعبة يجب أن تتوقف . على روسيا أن توقف قصف المدنيين حالاً ، وإلا " ، وأنتم تعرفون ماذا تعني " وإلا " حين يقولها قائد وزعيم بحجم السيد ترامب قدَّس الله سره .
أليس ترامب هو من هدد الغرب بأن تدخله السلبي في ليبيا والعراق وسوريا ومصر لن يمر مرور الكرام ، وأنَّه يناقش مع مستشاريه كل الخيارات والبدائل ، ومن بينها الحل العسكري ، لإعادة الأمور إلى نصابها ، ورفع الظلم والاضطهاد والثورات المضادة عن الشعوب العربية الإسلامية المقهورة ؟
أليس السيد ترامب هو من دعا الإيرانيين إلى وقف عملياتهم الإجرامية ووقف التدخل في شؤون الآخرين ، وإلا فلن تكون هناك قم أو طهران وأنَّه بسبب التغلغل المجوسي الرافضي " هكذا قالها " بالتحالف مع الغرب " الصليبي " هكذا قالها أيضاً ، فإن العالم العربي والإسلامي سيواجه حرباً طائفية تأكل الأخضر واليابس ؟
لذا ، فأنا لا أفهم بصدق لماذا هذا الحماس والاستقطاب والانقسام الشديد بين مؤيدي الخليفة الراشد ترامب والزاهدة هيلاري ؟
أليست هيلاري أول من دعا إلى إعادة بناء هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن على قواعد أبينا إبراهيم الذي كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ؟
أليست هيلاري هي التي وقفت أمام العالم أجمع لتقول " لا أمن للصهاينة على أرض فسلطين المحتلة ، وهذا الظلم الواقع على الفلسطينيين يجب أن يُرفع " ؟
كلنا رأينا هيلاري تُصرح : " لا للطائفية . لا للتشدد . لا للتطرف . لا لقتل النفس المسلمة المعصومة " .
قولوا لي بالله عليكم من سبق له وأن أعلن عن موقفٍ صريحٍ ضد العربدة الإيرانية في المنطقة العربية مثل هيلاري التي قالت : " على الولي الفقيه أن يتوقف وإلا " . وأنت كما تعرفون معنى " وإلا " حين يقولها السيد ترامب تعرفون معنى " وإلا " حين تقولها أخت الرجال وسليلة البيت الكلينتوني .
أليست هيلاري من وصفت حسن نصر الله بـ"الجرذ الطائفي" وبشَّار الأسد بـ" علبة الصلصة الحمراء الغبية " ؟
ثم ، أليست هيلاري التي أعلنت بشكل لا يقبل التأويل أن الحرمين الشريفين خط أحمر ، وأن صواريخ الحوثي ستكون وبالاً عليه مصداقاً للآية الكريمة " ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ نذقه من عذابٍ أليم " ؟
أليست هيلاري هي التي قالت : " قانون جاستا لن يمر سوى على جثتي " ؟
أليست هي من دعت العالم أجمع إلى التوحد لمواجهة " الإرهاب " الروسي ضد الشعب السوري ، واستخدام الصواريخ العابرة للقارات لضرب المصالح الروسية إن اقتضى الأمر ؟
.........
لا أفهم سبب تسمَّر العرب حكاماً ومحكومين أمام شاشات التلفاز لمتابعة سير الانتخابات الأمريكية ، رغم أن مصائرهم وقضاياهم في أيدٍ أمينة .
لا تقلقوا على شيء ، واتركوا القيادة لهم ، وكل أموركم إلى خير ، فأنتم بين مرشحين أو مرشحتين إحداهما أو أحدهما خليفة راشد ، والآخر أو الأخرى عابدة زاهدة .
مدد يا أمريكا مدد ...