رسالة عاجلة إلى مجموعة الواتساب المخصصة لجمع زملاء الدراسة في المرحلة الثانوية
هشام محمد سعيد قربان
أحبتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وصية و إنذار من محب صريح:
إن مجموعةً لا تعرف رؤيتها وكينونتها وأهدافها ستتفكَّكُ عُراها وروابطها بكل سهولة؛ فلا شيء يجمعها، وأصغر شيء سيفرقها، طال الزمن أو قصُر.
كنا قبل ثلاثين عامًا ونيِّف طلابًا في المرحلة الثانوية، كنا غيرَ ناضجين، وغير عقلاء بكل ما تحمله معاني هذه المفردات.
تلك مرحلة مبكرة في عمرنا، ولَّتْ بلا رجعة!
أحبتي، مرَّت سِنونَ طويلة، وكبِرْنا، وكبِرْنا، بل وشِبْنا، وتقاعد بعضنا عن العمل.
والآن، نعود بعد طول غياب لنؤلِّفَ مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي بعدما كبِرْنا وشِبْنا وتغيَّر كل منا.
إخواني، كيف تروننا نعود، ومن نحن، وماذا نريد؟
هل نكون مجموعة بنفس العقليات التي كانت لدينا في مرحلة الثانوية، أو المراحل الأولى مِن الدراسة الجامعية؟
أكادُ أجزم أن إجابةَ هذا التساؤل لا تحتاج لكثير فكرٍ وطولِ تأمُّل؛ فالإجابة هي: لا.
أم لعلنا نكون الآن مجموعة بعقلية أنضجَ وتجرِبة أقوم، نبنيها على أساس الوُدِّ القديم الذي نحن به سعداء وله أوفياء؟
إن جوابي للتساؤل الثاني هو: نعم، ولن أفرِضَه عليكم، ولكنه مطروحٌ بين أيديكم للتأمُّل والمراجعة.
لكن يا أحبتي، ما الهدفُ من اجتماعنا؟
هذا سؤال مهمٌّ جدًّا، و إن لم نُجِبْ عليه أخشى أن نفترقَ بسرعة كما عُدْنا واجتمعنا بسرعة.
واللهِ، إنني أُحِسُّ مثلكم نشوة اللقاء بكم بعد طول فِراق وغياب، وأشتاقُ لتلك الأيام الخوالي!
لكن يا أحبتي، والله، إن تلك الأيامَ وأهلَها وظروفها يستحيل أن تعود.
إن رابطَ الأُنس والمزاح والتفكُّه والتندُّر - كما علَّمتنا الأيام - لا يكفي وحدَه لبناءِ أساسٍ لأخوَّة متجذرة وقوية وصُلبة، أخوَّة إيمانية راسخة مبارَكة، تعلو على الخلافِ والفُرقة وسوء الظنِّ، وتقاوم رياحَ التغيير وتحدِّيَات الحياة.
لقد علَّمنا ربُّنا وخالقُنا حقائقَ الأخوَّة؛ فكل أخوَّة لا أساس لها من إيمانٍ وتقوَى وخُلق قويم لن يطولَ أمدها!
ألم يقُلْ ربنا في محكَم كتابه: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]؟!
أنذكُرُ وصيةَ نبينا وحبيبنا وقدوتنا: ((لا تصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكُلْ طعامَك إلا تقيٌّ))؟!
والله، إن أخوَّتَنا واجتماعنا يحتاج إلى رؤيةٍ وأهداف وأخلاقيَّات؛ لكي نحافظَ على الوُدِّ القديم، ونَزيده قوة وتلاحُمًا ودوامًا.
إن رؤيةَ المجموعة ينبغي أن تؤسَّسَ على قِيَم الوفاء للمعلِّم، وشكر المتفضِّل، وعَوْن المحتاج، والتواصل والتناصح، والاحترام والمحبَّة.
وتنبثق مِن هذه الرؤية ذاتِ المعنى أهدافٌ ومنتجات مرجوَّة، وآليات ومشاريع للتنفيذ والإنتاج.
دعوني أضرب لكم مثالًا لِما آمُلُه لمجموعتنا:
مجموعة أساسُها وُدٌّ وإِلْفٌ قديم، تجتمع على ذلك الأساس، وتُضيف إليه، وتُثْريه، وترويه مشاريع خيرية صغيرة مشتركة، تترجم الرؤيةَ وقيَمها ومعانيها، فيَزيد بها الودُّ، وتقوَى بها الأخوَّة، وتصبح أخوَّةً نسيجها المودة، ونيَّات خيِّرة، وأعمال بِرٍّ، وعطاء وتواصل، وهذا لَعَمْرُ الله أقوى مِن أخوَّة بلا معنى أو هدف، قوامها الظُّرْف والأُنْس، والمزاح والتندُّر.
أحبتي، أرجو عفوَكم على جرأتي في الطرح؛ فما قصدتُ بها إلا الحفاظَ على الودِّ القديم معكم وبكم، وتقويته بوشائجَ قويةٍ؛ مِن رؤية راقية، وأهداف وغايات ترسِّخ خُطانا على درب المحبةِ: محبةِ الله ورسولِه.
هشام محمد سعيد قربان
أحبتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وصية و إنذار من محب صريح:
إن مجموعةً لا تعرف رؤيتها وكينونتها وأهدافها ستتفكَّكُ عُراها وروابطها بكل سهولة؛ فلا شيء يجمعها، وأصغر شيء سيفرقها، طال الزمن أو قصُر.
كنا قبل ثلاثين عامًا ونيِّف طلابًا في المرحلة الثانوية، كنا غيرَ ناضجين، وغير عقلاء بكل ما تحمله معاني هذه المفردات.
تلك مرحلة مبكرة في عمرنا، ولَّتْ بلا رجعة!
أحبتي، مرَّت سِنونَ طويلة، وكبِرْنا، وكبِرْنا، بل وشِبْنا، وتقاعد بعضنا عن العمل.
والآن، نعود بعد طول غياب لنؤلِّفَ مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي بعدما كبِرْنا وشِبْنا وتغيَّر كل منا.
إخواني، كيف تروننا نعود، ومن نحن، وماذا نريد؟
هل نكون مجموعة بنفس العقليات التي كانت لدينا في مرحلة الثانوية، أو المراحل الأولى مِن الدراسة الجامعية؟
أكادُ أجزم أن إجابةَ هذا التساؤل لا تحتاج لكثير فكرٍ وطولِ تأمُّل؛ فالإجابة هي: لا.
أم لعلنا نكون الآن مجموعة بعقلية أنضجَ وتجرِبة أقوم، نبنيها على أساس الوُدِّ القديم الذي نحن به سعداء وله أوفياء؟
إن جوابي للتساؤل الثاني هو: نعم، ولن أفرِضَه عليكم، ولكنه مطروحٌ بين أيديكم للتأمُّل والمراجعة.
لكن يا أحبتي، ما الهدفُ من اجتماعنا؟
هذا سؤال مهمٌّ جدًّا، و إن لم نُجِبْ عليه أخشى أن نفترقَ بسرعة كما عُدْنا واجتمعنا بسرعة.
واللهِ، إنني أُحِسُّ مثلكم نشوة اللقاء بكم بعد طول فِراق وغياب، وأشتاقُ لتلك الأيام الخوالي!
لكن يا أحبتي، والله، إن تلك الأيامَ وأهلَها وظروفها يستحيل أن تعود.
إن رابطَ الأُنس والمزاح والتفكُّه والتندُّر - كما علَّمتنا الأيام - لا يكفي وحدَه لبناءِ أساسٍ لأخوَّة متجذرة وقوية وصُلبة، أخوَّة إيمانية راسخة مبارَكة، تعلو على الخلافِ والفُرقة وسوء الظنِّ، وتقاوم رياحَ التغيير وتحدِّيَات الحياة.
لقد علَّمنا ربُّنا وخالقُنا حقائقَ الأخوَّة؛ فكل أخوَّة لا أساس لها من إيمانٍ وتقوَى وخُلق قويم لن يطولَ أمدها!
ألم يقُلْ ربنا في محكَم كتابه: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]؟!
أنذكُرُ وصيةَ نبينا وحبيبنا وقدوتنا: ((لا تصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكُلْ طعامَك إلا تقيٌّ))؟!
والله، إن أخوَّتَنا واجتماعنا يحتاج إلى رؤيةٍ وأهداف وأخلاقيَّات؛ لكي نحافظَ على الوُدِّ القديم، ونَزيده قوة وتلاحُمًا ودوامًا.
إن رؤيةَ المجموعة ينبغي أن تؤسَّسَ على قِيَم الوفاء للمعلِّم، وشكر المتفضِّل، وعَوْن المحتاج، والتواصل والتناصح، والاحترام والمحبَّة.
وتنبثق مِن هذه الرؤية ذاتِ المعنى أهدافٌ ومنتجات مرجوَّة، وآليات ومشاريع للتنفيذ والإنتاج.
دعوني أضرب لكم مثالًا لِما آمُلُه لمجموعتنا:
مجموعة أساسُها وُدٌّ وإِلْفٌ قديم، تجتمع على ذلك الأساس، وتُضيف إليه، وتُثْريه، وترويه مشاريع خيرية صغيرة مشتركة، تترجم الرؤيةَ وقيَمها ومعانيها، فيَزيد بها الودُّ، وتقوَى بها الأخوَّة، وتصبح أخوَّةً نسيجها المودة، ونيَّات خيِّرة، وأعمال بِرٍّ، وعطاء وتواصل، وهذا لَعَمْرُ الله أقوى مِن أخوَّة بلا معنى أو هدف، قوامها الظُّرْف والأُنْس، والمزاح والتندُّر.
أحبتي، أرجو عفوَكم على جرأتي في الطرح؛ فما قصدتُ بها إلا الحفاظَ على الودِّ القديم معكم وبكم، وتقويته بوشائجَ قويةٍ؛ مِن رؤية راقية، وأهداف وغايات ترسِّخ خُطانا على درب المحبةِ: محبةِ الله ورسولِه.