Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

بيني وبين الشيخ العلامة محمد ناصر العجمي

$
0
0
بيني وبين الشيخ العلامة محمد ناصر العجمي
محمد آل رحاب




بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.



وبعد:



فإنَّ فنَّ المراسلات فنٌّ عزيز، وقد حفظَتْ لنا الخزاناتُ العامَّة والخاصة نماذجَ فريدة وصورًا مفيدة من الرسائل المتبادلة والمكاتبات بين العلماء، وبين الشيوخ والتلاميذ، وبين الأقران والإخوان؛ وهي المسماة بالرسائل الإخوانيَّة أو الإخوانيَّات.







وهذه مراسلاتٌ ومساجلات ومحاورات شعريَّة، تمَّت بيني وبين شيخنا العلَّامة المتفنن الأديب محمد بن ناصر العجمي الكويتي الحنبلي، أثبتُّها هنا خوفَ الضياع، ورومًا لانتشارها والذيوع؛ لما فيها من الفائدة والإمتاع.



♦♦♦♦♦







أرسل إليَّ حفظه الله رسالةً صوتية بعد طول انقطاع، فأجبتُه برسالة قلتُ فيها شطر بيت هو:



ولقد سُررتُ بأنْ خطرتُ ببالِكا



تأثرتُ فيه بقول الشبلي:



فلو قلتَ: طأْ في النار بادرْتُ نحوَها ••• سرورًا لأنِّي قد خطَرتُ ببالِكَا







وأنشد أبو نُعيم في حلية الأولياء بيتين لسَمْنُون، وهما:





وَلَوْ قِيلَ: طَأْ فِي النَّارِ أَعْلَمُ أَنَّهُ

رِضًا لَكَ أَوْ مُدْنٍ لَنَا مِنْ وِصَالِكَا


لَقَدَّمْتُ رِجْلِي نَحْوَها فَوَطِئْتُهَا

سُرُورًا لِأَنِّي قَدْ خَطَرْتُ بِبَالِكَا[1]









وبقول الآخر:



لئن ساءني أن نلتني بمساءةٍ ••• فقد[2] سَرَّني أني خطرتُ ببالِكَا







فأرسَلَ إليَّ حفظه الله:





آهٍ لأيام مضَتْ بجوارِكم

كانت تُعَدُّ لنا من الأعيادِ


أترى تعيدُ لنا الليالي أُنسَها

وأنالُ مِن هذا الزمانِ مُرادي؟









فأرسلتُ إليه - أكرمه الله - مشطِّرًا إياها:





آهٍ لأيام مضَتْ بجوارِكم!

"فيها أنستُ وأنت أنس فؤادي"


"ومَضت كبرقٍ خاطفٍ مع أنها"

كانت تعدُّ لنا من الأعيادِ


أترى تعيد لنا الليالي أنسها

"بجوار مَن أهوى وأهلِ وِدادي"


"وأُنزِّه الطَّرْفَ المَشُوقَ لوجههم"

وأنال مِن هذا الزمانِ مرادي





محبكم



محمد آل رحاب



بالمدينة المنورة



21.12.1437







فأرسل إليَّ - أسعده الله -:





وفي حضرة الذِّكرى تفيض المواجِعُ

وقلبي لأطلالِ الأحبةِ خاضعُ


تهزُّ غصونَ العين في كلِّ ليلةٍ

زَعازعُ شوقٍ والطُّيوفُ الخوادعُ









فأرسلتُ إليه - سدَّده الله - مشطِّرًا:





وفي حضرة الذِّكرى تفيض المواجعُ

"وينشقُّ قلبُ الصَّبِّ والدمْعُ هامعُ"


"ويذبلُ عودُ الجسم بعدَ بِعادكم"

وقلبي لأطلالِ الأحبة خاضعُ


تهز غصونَ العين في كلِّ ليلة

"تباشيرُ ذكراكم فتنمو المدامعُ"


"تؤرِّقني عن هجعةِ الليل دائمًا"

زعازعُ شوقٍ والطيوفُ الخوادعُ





محبكم



آل رحاب







فكتب إليَّ - وفقه الله -:



ما شاء الله



مَن ذا يكافئُ زهرةً فوَّاحةً ••• أو مَن يثيبُ البلبلَ المُتَرنِّمَا؟!







فكتبت إليه - أيَّده الله - مشطرًا:





مَن ذا يكافئُ زهرةً فواحةً؟

"من ذا يضيء كضوء نجمٍ في السما"[3]؟




"من ذا الذي يَسخو كبحرٍ فائض"

أو من يثيبُ البلبلَ المُتَرنِّمَا؟!











وكتب إليَّ - لطف الله به - في يوم جمعةٍ:





الشَّوقُ نادى مُهجتي فتبعْتُهُ

‏وعلى غُصونِ محبَّتي غَنَّيْتُ


‏إنْ كانَ مَنْ صلَّى عليكَ بثَغْرِهِ

‏فأنا عليكَ بمُهجتي.. صَلَّيْتُ









فأرسلتُ إليه - أسعده الله - مشطِّرًا:





الشَّوقُ نادى مُهجتي فتبعْتُه

"وظللتُ أذكر أمر من أهويتُ"


"وأنِستُ بالذِّكرى وطابتْ خَلوتي"

‏وعلى غُصونِ محبَّتي غَنَّيْتُ


‏إنْ كانَ مَنْ صلَّى عليكَ بثغْرِه

"في غفلةٍ أو بالجفاء رأيتُ"


"أو مُسرعًا دونَ التفكر لحظةً"

‏فأنا عليكَ بمُهجتي.. صَلَّيْتُ














[1] وهي من البحر الطويل.




[2] في رواية: لقد.




[3] "من ذاك يَسمو مثلما تسمو السما" رواية أخرى.








Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Trending Articles