حماتي وحياتنا الزوجية
السؤال
♦ ملخص السؤال:
رجلٌ متزوجٌ يشكو مِن زوجته بسبب طاعتها العمياء لأمِّها، مما أدى إلى ترك بيت الزوجية وأخذ أغراضه الخاصة، ويسأل: هل أطلقها أو أتزوج عليها؟!
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ متزوجٌ، مشكلتي هي: تدخُّل حماتي في حياتي الزوجية بصورة غير معقولة، وتأثيرها السلبي على زوجتي، وطاعة زوجتي لها طاعة عمياء؛ مما أدَّى إلى تركي لبيت الزوجية منذ أكثر مِن شهر، ومقاطعة زوجتي وأولادي.
كانتْ حياتي هادئةً تمامًا، إلى أن أقنعتْ حماتي زوجتي بأنْ تبحثَ عن وظيفةٍ، وبالفعل بحثتْ زوجتي عن وظيفةٍ، واشتغلتْ وأنا غير موافق على عمَلِها، لأننا لا نحتاج إلى عملِها، فالحمد لله الأمور المادية جيدة في بيتي.
عملُ زوجتي أدى إلى وجود مشكلات كثيرة؛ مثل: طلبها المشاركة في مصروف البيت مع رفضي من جهة، وإصرارها من جهة أخرى، وإهمال حياتها الزوجية والأولاد!
تكلمتُ كثيرًا مع والدها وأهلها لتتركَ الوظيفة، ولكن بدون جدوى، وكان الرد: هذا حقُّ ابنتي أن يكونَ لها مستقبلٌ مثلك!
تحمَّلتُ مع عدم رضائي لتسيرَ الحياةُ الزوجية، لكن تغيَّرتْ زوجتي، وأصبحتْ عصبيةً، وترد على كلامي، مع المشكلات اليومية التي لا تنتهي.
قرَّرتُ ترْكَ البيت، وأخذتُ أغراضي الخاصة، ولا أعلم أي شيءٍ عنهم منذ شهر، وأتتْ والدة زوجتي وسبَّتني أمام زملاء العمل، وأخبَرتني أنها سترفع قضية نفقة ضدي؛ لأني لا أُنفق على زوجتي وأولادي.
لا أعرف ماذا أفعل هل أتزوَّج عليها؟ أو أتركها مُعلَّقةً؟!
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأخي الكريم، لن أقفَ طويلًا عند أخطاء زوجتك وأمِّها وعنادهما، فإنَّ خطأهما في حقك يُعلَم ببديهة العقل، كما أنَّ طاعة الزوج في المعروف مِن الواجبات الشرعية التي يعلمها كلُّ أحد، كما يعلم الجميع أن للرجل القوامة، وهي درجةٌ ومنزلة على الزوجة، يُصاحبها مسؤوليات وعطفٌ ورعاية، وصيانة وحماية، وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في سلوكه مع زوجه وعياله، فهو رئيسُ الأسرة الذي يقوم بمصالحها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 228]، وقال: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾[النساء: 34].
وتمرُّد الزوجات على حقِّ الزوج لا يعني نهايةَ المطاف وتقويض أركان الأسرة، والحُكمَ عليها بالانهيار واللجوء للطلاق، وإنما يتطلَّب وسائلَ أخرى وصفات تتحلَّى بها؛ مِن أهمها: البُطء في الاستجابة والانفعال بوجه عامٍّ، واستخدام الوعي والتفكير قبل الحركة والاستجابة، وقدرٌ كبير مِن التروي وإعمال الفكر قبل الإقدام، وهذه الخصائصُ تجعلك أقدرَ على إدارة المشكلة، ثم ابحث عن أصحاب العقول مِن الأقارب أو غيرهم، ووسِّطهم ليحكموا بينكما بعيدًا عن الانفعالات النفسية، والرواسب الشعورية.
فإذا لم تُجْدِ هذه الوساطات، وأصرَّتْ زوجتك على موقفها، فمِن الحكمة التسليمُ للقدَر، والإقرار بأنَّ الشقاق قد بلَغ حدًّا لا تستقيم معه هذه الحياةُ، ولا يستقر لها قرارٌ، فاتفقَا على الطلاق وإن غالتْ في طلباتها، فلك أن تتركها فترة دون طلاق، حتى تقبلَ أخذ حقِّها فقط؛ قال الله تعالى:﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 130].
وأسأل الله أن يقدرَ لكما الخير حيث كان، وأن يُصلح أحوال المسلمين
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي |
السؤال
♦ ملخص السؤال:
رجلٌ متزوجٌ يشكو مِن زوجته بسبب طاعتها العمياء لأمِّها، مما أدى إلى ترك بيت الزوجية وأخذ أغراضه الخاصة، ويسأل: هل أطلقها أو أتزوج عليها؟!
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ متزوجٌ، مشكلتي هي: تدخُّل حماتي في حياتي الزوجية بصورة غير معقولة، وتأثيرها السلبي على زوجتي، وطاعة زوجتي لها طاعة عمياء؛ مما أدَّى إلى تركي لبيت الزوجية منذ أكثر مِن شهر، ومقاطعة زوجتي وأولادي.
كانتْ حياتي هادئةً تمامًا، إلى أن أقنعتْ حماتي زوجتي بأنْ تبحثَ عن وظيفةٍ، وبالفعل بحثتْ زوجتي عن وظيفةٍ، واشتغلتْ وأنا غير موافق على عمَلِها، لأننا لا نحتاج إلى عملِها، فالحمد لله الأمور المادية جيدة في بيتي.
عملُ زوجتي أدى إلى وجود مشكلات كثيرة؛ مثل: طلبها المشاركة في مصروف البيت مع رفضي من جهة، وإصرارها من جهة أخرى، وإهمال حياتها الزوجية والأولاد!
تكلمتُ كثيرًا مع والدها وأهلها لتتركَ الوظيفة، ولكن بدون جدوى، وكان الرد: هذا حقُّ ابنتي أن يكونَ لها مستقبلٌ مثلك!
تحمَّلتُ مع عدم رضائي لتسيرَ الحياةُ الزوجية، لكن تغيَّرتْ زوجتي، وأصبحتْ عصبيةً، وترد على كلامي، مع المشكلات اليومية التي لا تنتهي.
قرَّرتُ ترْكَ البيت، وأخذتُ أغراضي الخاصة، ولا أعلم أي شيءٍ عنهم منذ شهر، وأتتْ والدة زوجتي وسبَّتني أمام زملاء العمل، وأخبَرتني أنها سترفع قضية نفقة ضدي؛ لأني لا أُنفق على زوجتي وأولادي.
لا أعرف ماذا أفعل هل أتزوَّج عليها؟ أو أتركها مُعلَّقةً؟!
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأخي الكريم، لن أقفَ طويلًا عند أخطاء زوجتك وأمِّها وعنادهما، فإنَّ خطأهما في حقك يُعلَم ببديهة العقل، كما أنَّ طاعة الزوج في المعروف مِن الواجبات الشرعية التي يعلمها كلُّ أحد، كما يعلم الجميع أن للرجل القوامة، وهي درجةٌ ومنزلة على الزوجة، يُصاحبها مسؤوليات وعطفٌ ورعاية، وصيانة وحماية، وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في سلوكه مع زوجه وعياله، فهو رئيسُ الأسرة الذي يقوم بمصالحها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 228]، وقال: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾[النساء: 34].
وتمرُّد الزوجات على حقِّ الزوج لا يعني نهايةَ المطاف وتقويض أركان الأسرة، والحُكمَ عليها بالانهيار واللجوء للطلاق، وإنما يتطلَّب وسائلَ أخرى وصفات تتحلَّى بها؛ مِن أهمها: البُطء في الاستجابة والانفعال بوجه عامٍّ، واستخدام الوعي والتفكير قبل الحركة والاستجابة، وقدرٌ كبير مِن التروي وإعمال الفكر قبل الإقدام، وهذه الخصائصُ تجعلك أقدرَ على إدارة المشكلة، ثم ابحث عن أصحاب العقول مِن الأقارب أو غيرهم، ووسِّطهم ليحكموا بينكما بعيدًا عن الانفعالات النفسية، والرواسب الشعورية.
فإذا لم تُجْدِ هذه الوساطات، وأصرَّتْ زوجتك على موقفها، فمِن الحكمة التسليمُ للقدَر، والإقرار بأنَّ الشقاق قد بلَغ حدًّا لا تستقيم معه هذه الحياةُ، ولا يستقر لها قرارٌ، فاتفقَا على الطلاق وإن غالتْ في طلباتها، فلك أن تتركها فترة دون طلاق، حتى تقبلَ أخذ حقِّها فقط؛ قال الله تعالى:﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 130].
وأسأل الله أن يقدرَ لكما الخير حيث كان، وأن يُصلح أحوال المسلمين