Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

الإنفاق في سبيل الله

$
0
0
الإنفاق في سبيل الله


الشيخ أحمد أبو عيد







العناصر:

1- فضل الإنفاق.

2- آداب الإنفاق.

3- نماذج على الإنفاق.



أولًا: فضل الإنفاق:

1- من صفات المتقين:

﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 1 - 3].



﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الأنفال: 3].



﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134].



2- عظيم الأجر والثواب:

قال عزَّ من قائل: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].



وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].



وقال تعالى: ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الحديد: 7].



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من يومٍ يُصبح العباد فيه إلَّا وملَكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهمَّ أعطِ منفقًا خلَفًا، ويقول الآخر: اللهمَّ أعطِ ممسِكًا تلَفًا))؛ متفق عليه.



وعن زيد بن خالدٍ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن فطَّر صائمًا فله مثلُ أجرِه، من غير أن ينقص من أجر الصَّائم شيءٌ))؛ رواه الترمذي وابن ماجه.



وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: "كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أجودَ النَّاس، وكان أجود ما يكونُ في رمضان حين يَلقاه جبريلُ فيدارِسه القرآن، وكان جبريلُ يَلقاه في كلِّ ليلةٍ من رمضان فيُدارسُه القُرآن، فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين يَلقاه جبريلُ أجودُ بالخير من الرِّيح المُرسَلة"؛ متفق عليه.



وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحبَّ أن يُبسَط له في رِزقه، ويُنسَأ له في أثرِه؛ فَلْيصِل رَحِمه))؛ متفق عليه.



حديث معاذ قال: كنتُ مع النَّبي صلى الله عليه وسلم في سفَر فأصبحتُ يومًا قريبًا منه... إلى أن قال: ((ألا أدلُّك على أبواب الخير؟ الصَّوم جُنَّة والصَّدَقة تُطفئ الخطيئةَ كما يُطفئ الماءُ النَّارَ، وصلاة الرجل في جوف الليل))، ثمَّ قرأ: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16]؛ رواه الترمذي.



عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسَد إلَّا في اثنتين؛ رجل آتاه الله القُرآنَ فهو يتلُوه آناءَ الليل وآناء النَّهار، ورجل آتاه الله مالًا فهو يُنفقه آناء الليل وآناء النَّهار))؛ ابن حبان (3323)، تعليق الألباني: صحيح.



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ستَر مُسلمًا ستره اللهُ في الدنيا والآخرة))؛ رواه مسلم.



وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم اليومَ صائمًا؟))، قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمَن تَبِع منكم اليوم جنازةً؟))، قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟))، قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمن عادَ منكم اليوم مريضًا؟))، قال أبو بكرٍ: أنا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمَعن في امرئٍ إلَّا دخل الجنَّة))؛ أخرجه البخاريُّ في الأدب المفرد.



وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدَم، أَنفِق أُنفِق عليك))؛ رواه البخاري ومسلم.



وعن أبي هريـرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن تصدَّق بعَدْل تَمرة مِن كَسبٍ طيِّب - ولا يَقبل الله إلَّا الطيِّب - فإنَّ الله يَقبلها بيمينه، ثمَّ يربِّيها لصاحبها كما يربِّي أحدكم فلوَّه - أي: مُهْره - حتى تكون مِثل الجبَل))؛ متفق عليه.



وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((يَتبعُ الميتَ ثلاثةٌ، فيرجعُ اثنان ويبقى معه واحدٌ، يتبعُه أهلُه ومالُه وعملُه، فيرجع أهلُه ومالُه، ويبقى عملُه))؛ متفق عليه.



عن عُقبة بن عامرٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((كُلُّ امرئٍ في ظِلِّ صدَقته حتى يُفصل بين الناس))، أو قال: ((حتى يُحكم بين النَّاس))؛ مسند أحمد بإسناد صحيح.



عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر، وهو يَذكر الصدَقة والتعفُّفَ عن المسألة: ((اليد العُليا خيرٌ من اليد السُّفلى؛ واليد العليا المنفِقة، والسُّفلى السائلة))؛ البخاري.



3- وجوب الإنفاق قبل فوات الأوان:

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254].



وقال تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ [المنافقون: 10].



عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((على كلِّ مسلِم صدَقة))، قيل: أرأيتَ إن لم يَجِد؟ قال: ((يَعتمل بيديه فيَنفع نفسَه ويتصدَّق))، قال: قيل: أرأيتَ إن لم يستطيع؟ قال: ((يُعين ذا الحاجَةِ الملهوف))، قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟ قـال: ((يأمر بالمعروف أو الخير)), قال: أرأيتَ إن لم يفعل؟ قال: ((يمسِك عن الشرِّ فإنها صدَقَة))؛ خ.



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ سُلامى من النَّاس عليه صدَقة كلَّ يومٍ تطلع فيه الشَّمس؛ تعدِل بين اثنين صدَقة، وتعين الرجلَ في دابَّته، فتحمله عليها، أو تَرفع له عليها متاعَه صدَقة، والكلمة الطيِّبة صدَقة، وبكلِّ خطوة تمشيها إلى الصَّلاة صدَقة، وتُميط الأذى عن الطَّريق صدقة))؛ رواه البخاري ومسلم.



4- طهارة المال والنفس:

قوله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103].



5- أولى الناس بالصدَقة:

قال تعالى: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء: 36].



وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 60].



وعن عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الواصِلُ بالمُكافئ؛ ولكنَّ الواصل الذي إذا قُطعَت رَحِمُه وصلَها))؛ أخرجه البخاري.



ثانيًا: آداب الإنفاق:

1- الإخلاص:

قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].



وقال تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ﴾ [الإنسان: 8 - 11].



وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ أول النَّاس يُقضى عليه يوم القيامة ثلاثة)) ومنهم: ((رجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أَصناف المال كلِّه، فأُتيَ به فعرَّفه نِعَمه فعرَفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيلٍ تحبُّ أن يُنفَق فيها إلَّا أنفقتُ فيها لك، قال: كذبتَ، ولكنك فعلتَ ليُقال: جوَاد، فقد قيل، فسُحِب على وجهه، ثمَّ أُلقي في النَّار))؛ [رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب: من قاتل للرياء والسمعة استحق النار].



2- عدم المنِّ والأذى:

يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 264].



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبعةٌ يظلُّهم الله تعالى في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلَّا ظله؛ إمام عَدْل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلَّق في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله؛ اجتمعا عليه، وتفرَّقا عليه، ورجلٌ دعَته امرأة ذات مَنصِب وجمال فقال: إنِّي أخافُ الله، ورجل تصدَّق بصدَقة فأخفاها حتى لا تَعلم شِمالُه ما تنفِق يمينه، ورجـل ذكر اللهَ خاليًا ففاضَت عيناه))؛ متفق عليه.



3- الإنفاق من المال الطيب:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267].



يقول الله تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92].



وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: "كان أبو طلحَة أكثر الأنصار بالمدينة مالًا، وكان أحبُّ أمواله إليه بَيرُحاء، وكانت مُستقبلة المسجِد، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيِّبٍ، قال أنس: فلمَّا نزلَت هذه الآية: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92]، قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنَّ الله تعالى أنزل عليك: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾، وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بَيرُحاء، وإنَّها صدَقةٌ لله أرجو بِرَّها وذُخرَها عند الله تعالى، فضعها يا رسولَ الله حيثُ أراك اللهُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((بخٍ! ذلك مالٌ رابِحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ، قد سمعتُ ما قلتَ، وإنِّي أرى أن تَجعلها في الأقربين))، فقال أبو طلحة: أَفعلُ يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبَني عمِّه"؛ متفق عليه.



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى طيِّبٌ ولا يَقبل إلَّا طيِّبًا...))؛ رواه مسلم.



4- عدم الإسراف والتبذير:

قال الله تعالى: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ﴾ [الإسراء: 26].



ثالثًا: نماذج من الإنفاق في سبيل الله:

عمر بن الخطاب رضي الله عنه لَمَّا جاءَته سهامُه من خيبر جعلَها في سبيل الله تعالى؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما: "أنَّ عمر أصاب أرضًا بخَيبر، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها، فقال: يا رسول الله، إني أصبت أرضًا بخيبر، لَم أصِب مالًا قط أنفَس عندي منه، فما تأمر به؟ قال: ((إن شئتَ حبستَ أصلَها، وتصدَّقتَ بها))؛ قال: فتصدَّق بها عمر؛ أنَّه لا يُباع ولا يوهَب ولا يورَث، وتصدَّق بها في الفقراء وفي القُربى، وفي الرِّقاب، وفي سبيل الله، وابنِ السبيل، والضَّيف، لا جناح على مَن وَلِيها أن يَأكل منها بالمعروف، ويَطعَم غيرَ متموِّل"؛ رواه البخاري ومسلم.




وما منع النبيُّ صلى الله عليه وسلم سائلًا سأله أبدًا؛ بل لقد ورد في صحيح مسلم أنَّ رجلًا جاء إلى المصطفى فسألَه، فنظر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى غنَم بين جبلين، فقال: ((انظر إلى هذه الغنَم، سُقها فهي لك!))، فساق الرجلُ الغنمَ كلَّها بين يديه، وذهب إلى قومه قائلًا: يا قوم، أسلِموا؛ فإنَّ محمدًا يعطي عطاء مَن لا يخشى الفقرَ.



وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم






Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Trending Articles