Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

أحب أن يمدحني الناس

$
0
0
أحب أن يمدحني الناس
أ. شروق الجبوري


السؤال

ملخص السؤال:
شاب في كلية الطب في السنة الثالثة، يشكو مِن ضعف مستواه الدراسي نتيجة كثرة التخيُّل والانفِصال عن الواقع والبحث عمن يثني عليه ويمدحه، ويريد تغيير حياته للأفضل.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبٌ جامعي في السنة الثالثة مِن كلية الطب، مستواي الدراسي سيئ للغاية، حاولتُ إصلاح أخطائي، لكنني فشلتُ.


المشكلة أني كثيرُ الخيال والانفصال عن الواقع، وهذا هو السببُ الأساسي في دراسة الطب، والأسوأ أن أغلب خيالاتي تدور حول الحب ومدح الناس لي، وكأن الناس لا شُغل لهم إلا مدحي، والافتتان بذكائي وقوتي، وأنا في الواقع ضعيفٌ، ولعل سبب ذلك أني كنتُ سابقًا أُنادى بالذكي والمُبدع، وكنتُ أعمل مشاريع وأُبدع فيها، لكن للأسف كلُّ شيء ذَهَبَ سُدى، ولم يبقَ إلا مدحُ النفس وإضاعة الوقت!


أخبِروني كيف أُخلِص لله وأبدأ العمل، وأعود إلى الواقع، وأشعُر بالقدرة على الإنتاج

فالكسلُ يقتلني، ولا أريد أن يَضيع شبابي

الجواب

ابني الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا أن نُرحِّب بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسددنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.


كما أودُّ أن أثمنَ أسلوبك في النقد والتقييم المتَّزن لأخطائك، وحسن المراجعة الفكرية التي تعتمدها في تحليل مشكلتك، وكذلك تأنيبك لذاتك على نحوٍ يبتعد عن جلد الذات وكُره النفس، وهي أمورٌ يمكنك الاستفادة منها جميعًا في إعادة رسم منهج حياتك على نحو سليم.


ولكوني أرى أنَّ بعضَ ما شكوت منه فيما يتعلق بالخيال، والرغبة في إطراء الآخرين لك وما نحو ذلك - مِن الأمور الطبيعية لا سيما في سنك، وفي مرحلتك الدراسية، فإن المهم هنا هو التركيز على أساس المشكلة، التي إن تمكَّنتَ مِن تجاوزها فسترى أن بعض الأمور التي تُزعجك حاليًّا لم يَعُدْ لها وجودٌ.


المشكلةُ الأهم حاليًّا بالنسبة إليك تكمُن في تراجُع مستواك الدراسي، لا سيما في عددٍ من المواد ذات التخصُّص، ولأنك ترى أنَّ الشُّرود الذهني الذي تقع فريسته طويلًا هو السبب، فإن أنسب الحلول هو الابتعاد عن الدراسة بمفردك، وأن تلجأ إلى أسلوب دراسة المجموعات، ولا بد لك في مثلِ هذه الحالة بمُرافَقة زملائك المتفوقين، وكذلك المتَّسمين بحِرصِهم الدراسي، فإنَّ ذلك سيُساعدك ليس على الابتعاد عن الشُّرود الذهني فحسب، بل على سرعة استرجاعك لما درستَه ضمن المجموعة وتذكُّرك للمعلومات، وفهمها على نحو أعمق، وكذلك زيادة قدرتك على تحليل المعلومة ثم الاستدلال عليها، أكثر من حفظك لها.


كما أنصحك بالتوجُّه إلى أساتذة المواد التي رسبتَ فيها، والتماس مساعدتهم بتقديم التوجيهات والنصائح لأفضل الطرُق لمذاكرة موادهم، فإن ذلك سيُريهم اهتمامك وحرصك على النجاح في مقرراتهم، وهو ما يُشجعهم على دعمك ومتابعتك.


ومن الناحية الأخرى فإنَّ لكل أستاذٍ رؤيةً وخبرةً تربوية يمكنك الاستفادة منها في طريقة وأسلوب المذاكرة لهذا المقرر أو ذاك، وكيفية مراجعته قبل الامتحان.



اعلم يا بُني أن رغبتك الصادقة في اجتياز مشكلتك، وسعيك الدؤوب في تطبيق هذه الإرشادات، وشغل فكرك بها فقط سينقُلك بإذن الله تعالى إلى مراحلَ متقدِّمةٍ مِن النجاح الأكاديمي، وهو ما سيُشعرك بالراحة النفسية والرِّضا الذاتي الذي تتوق إليه اليوم.


وأخيرًا، أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُصلحَ شأنك كله، ويفتح لك أبواب العلم والخير وينفع بك







Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Trending Articles