ابنتي كسول وتملُّ من أي شيء
السؤال
أنا أمٌّ لثلاثِ بناتٍ؛ الكبرى عمرها سبع سنوات، والوسطى خمس سنوات، والصغرى أربع سنوات.
مشكلتي مع ابنتي الكبرى؛ فهي تملُّ من أي شيءٍ، ولا شيءَ يمتِّعها أو يُسعِدها؛ فهي تملُّ حتى مِن اللعب، ولا يمكن أن تستمرَّ في اللعب مع أختيها دون أن تسبِّب شِجارًا معهما.
هي كذلك دائمةُ الاستفزاز لأختَيها، فتبدأ بضربهما، أو السخرية منهما، إلى أن يَصْرُخن بصوت عالٍ، وتصبح هي في قمة السعادة.
كذلك تملُّ مِن الدراسةِ، ومع كونها متفوِّقة إلا أنها لا تحب الدراسة، لكنها تحب أن تبقى الأولى، وألَّا يَسبِقَها أحدٌ في الفصل!
أيضًا تحب أن تتفوقَ دون أن تُتعِب نفسَها، وأنا دائمًا أدعوها للدراسة مائة مرَّة، قبل أن تأتي، ومن كثرةِ مَلَلِها أحيانًا تُجِيب أجوبةً عشوائية، وأنا أعرف أنها على علمٍ بالإجابة، ولكن لا تريد أن تُتعِب نفسها في التفكير!
هل مللُها هذا قد يؤثِّر مستقبلًا على تحصيلها الدراسي، فهذا يُقلِقُني كثيرًا؟ وما سبب ذلك كله؟ وكيف أعالج هذه الأمور؟
الجواب
أختي الحبيبة، أهنِّئكِ على اهتمامكِ بابنتكِ، وسعيكِ للوصول ببناتكِ لأعلى مستوًى، وأجمل تربية وفهم، وفَّقَكِ الله ويسَّر لكِ كل خير.
أُطمئِنكِ بأن ابنتكِ - بفضل الله تعالى - موهوبة وذكية وطَمُوح، كل تلك الصفات التي ذكرتها تنبِّئ عن فتاةٍ متميزةٍ، أتوقَّع لها مُستقبلًا باهرًا، إن أحسنتُم استغلالَها، وتعاملتُم معها بذكاء ونظرةٍ بعيدة.
• بداية لا بد لكِ كأمٍّ مِن التيقُّن بأنَّ الطفلَ يُولَد على الفطرةِ السليمةِ، ويُولَد وليس به أي مشاكل مِن أي نوع، وكل ما يظهر منه بعد ذلك مِن أمورٍ تضايقنا، فنحن كوالدَينِ السببُ فيها، أو المجتمع، وفي عمر ابنتكِ هذه البيتُ له كاملُ التأثير؛ فالاعترافُ بأننا السبب في عدم فهمِ الطفل هو أول خطوة في الحلِّ.
• ثانيًا من المهم عند ظُهور أي سلوكٍ خاطئ على أي طفلٍ أن تفكِّرَ الأم فورًا في سببِ إقدام الطفل على هذا السلوك، بدلًا مِن تركيزِها على تصحيح السلوك بلا جَدْوَى، فإن عالجتِ السبب يسهل علاج السلوك مِن الطفل تلقائيًّا.
فالآن عليكِ التفكير في ابنتكِ من جانب التعليم؛ فهي طموحٌ، وترغب في التفوق، فكيف أساعدها على أن تستمتع بهذا التفوُّق وتستمر فيه؟ فكِّري حسب ما تحب ابنتُكِ؛ فهي متميِّزة - ما شاء الله - وبحاجةٍ إلى أساليبَ جديدةٍ للتعليمِ، وليس بالطريقةِ التقليدية، درِّسي لها عن طريق اللعب، أو عن طريق التفكير والابتكار، ابحثي عمَّا تحب هي، وابحثي عن أساليبَ تعليميةٍ تجعلها تحبُّ ما تفعلُ، ولا تفعلُه كواجبٍ عليها إنجازُه.
أما مشاجراتها مع أختَيْها، فأيضًا يجب عليكِ البحث عما يجعلُها تفعل ذلك، قد تكون ترغب في قيادتِهما؛ ففي هذه الحالة اجعلِيها مسؤولةً عن لعبهما ، أو قد تكون تشعر بالغَيْرة منهما، أو.. أو..، فعليك أن تَبْحَثِي عن السببِ العميق وتُعالجيه.
أحيانًا يَرْغَب الأطفال في الاندِماج، ويصعب عليهم ذلك؛ فيجب علينا أن نُساعدهم ونعلِّمهم المشاركة في اللعب، خصوصًا وأنها الكبيرة، وعاشتْ فترة مِن عمرها وحيدة، فيجب عليكم تعليمها كيفية الاندماج مع الغير.
وقد تشعر بأنها أصغرُ منهما سنًّا، فيَجِبُ عليكِ ملْء وقتِها بألعاب تحبُّها وهوايات، علِّميها مثلًا الخياطة بالإِبَر البلاستيكية، أو ابحثي لها عنْ مهاراتٍ وهواياتٍ تشغل بها وقتَها، وفي عمرها تتعلَّم السباحة والرياضات المختلفة التي تُناسب الفتيات، فتَشغَل وقتها، وتُفِيدُ صحتَها، وتستمتع بها حينما تكبر، وجرِّبي أن تُشْرِكيها معكِ مثلًا في الطبخِ، جرِّبي كل شيء لتعرفي ما الذي تُحبه.
وقبل هذا كله أنبِّهكِ لنقطة مهمة جدًّا:
يجب عليكِ تغييرُ قناعاتكِ نحوَها بأنها تملُّ سريعًا، وإنما تبحث عمَّا تريدُ فعله ولا تجده، فتَشغَل وقتَها بمُضايقة أخواتِها؛ لأنها تُحِبُّ العملَ والمغامراتِ، فساعديها على الوصول لما تريد وما تحب.
غيِّري قناعتَكِ ونظرتَكِ نحوَها، وستتغيَّر هي تلقائيًّا، وأَخبِريها دائمًا عن ثقتِكِ بها، وبأنها رائعة، ومتميِّزة، وموهوبة، وحذارِ من التقليل مِن شَأْنِها أو العنفِ معها، أي صفة تريدين تغييرها اكتبي عكسها الإيجابي، وركِّزي على أنها تتمتَّع بتلك الصفة، وستكتسبها - إن شاء الله تعالى.
ولا تَنْسَي الدعاء لها خاصة ولبناتكِ عامة ؛ فدعاءُ الأم مستجابٌ - بإذن الله - في كلِّ وقت، وادعي أن يوفِّقكِ الله في تربيتِها بالطريقة الصحيحة.
أقرَّ اللهُ عينَكِ بها
أ. زينب مصطفى |
السؤال
أنا أمٌّ لثلاثِ بناتٍ؛ الكبرى عمرها سبع سنوات، والوسطى خمس سنوات، والصغرى أربع سنوات.
مشكلتي مع ابنتي الكبرى؛ فهي تملُّ من أي شيءٍ، ولا شيءَ يمتِّعها أو يُسعِدها؛ فهي تملُّ حتى مِن اللعب، ولا يمكن أن تستمرَّ في اللعب مع أختيها دون أن تسبِّب شِجارًا معهما.
هي كذلك دائمةُ الاستفزاز لأختَيها، فتبدأ بضربهما، أو السخرية منهما، إلى أن يَصْرُخن بصوت عالٍ، وتصبح هي في قمة السعادة.
كذلك تملُّ مِن الدراسةِ، ومع كونها متفوِّقة إلا أنها لا تحب الدراسة، لكنها تحب أن تبقى الأولى، وألَّا يَسبِقَها أحدٌ في الفصل!
أيضًا تحب أن تتفوقَ دون أن تُتعِب نفسَها، وأنا دائمًا أدعوها للدراسة مائة مرَّة، قبل أن تأتي، ومن كثرةِ مَلَلِها أحيانًا تُجِيب أجوبةً عشوائية، وأنا أعرف أنها على علمٍ بالإجابة، ولكن لا تريد أن تُتعِب نفسها في التفكير!
هل مللُها هذا قد يؤثِّر مستقبلًا على تحصيلها الدراسي، فهذا يُقلِقُني كثيرًا؟ وما سبب ذلك كله؟ وكيف أعالج هذه الأمور؟
الجواب
أختي الحبيبة، أهنِّئكِ على اهتمامكِ بابنتكِ، وسعيكِ للوصول ببناتكِ لأعلى مستوًى، وأجمل تربية وفهم، وفَّقَكِ الله ويسَّر لكِ كل خير.
أُطمئِنكِ بأن ابنتكِ - بفضل الله تعالى - موهوبة وذكية وطَمُوح، كل تلك الصفات التي ذكرتها تنبِّئ عن فتاةٍ متميزةٍ، أتوقَّع لها مُستقبلًا باهرًا، إن أحسنتُم استغلالَها، وتعاملتُم معها بذكاء ونظرةٍ بعيدة.
• بداية لا بد لكِ كأمٍّ مِن التيقُّن بأنَّ الطفلَ يُولَد على الفطرةِ السليمةِ، ويُولَد وليس به أي مشاكل مِن أي نوع، وكل ما يظهر منه بعد ذلك مِن أمورٍ تضايقنا، فنحن كوالدَينِ السببُ فيها، أو المجتمع، وفي عمر ابنتكِ هذه البيتُ له كاملُ التأثير؛ فالاعترافُ بأننا السبب في عدم فهمِ الطفل هو أول خطوة في الحلِّ.
• ثانيًا من المهم عند ظُهور أي سلوكٍ خاطئ على أي طفلٍ أن تفكِّرَ الأم فورًا في سببِ إقدام الطفل على هذا السلوك، بدلًا مِن تركيزِها على تصحيح السلوك بلا جَدْوَى، فإن عالجتِ السبب يسهل علاج السلوك مِن الطفل تلقائيًّا.
فالآن عليكِ التفكير في ابنتكِ من جانب التعليم؛ فهي طموحٌ، وترغب في التفوق، فكيف أساعدها على أن تستمتع بهذا التفوُّق وتستمر فيه؟ فكِّري حسب ما تحب ابنتُكِ؛ فهي متميِّزة - ما شاء الله - وبحاجةٍ إلى أساليبَ جديدةٍ للتعليمِ، وليس بالطريقةِ التقليدية، درِّسي لها عن طريق اللعب، أو عن طريق التفكير والابتكار، ابحثي عمَّا تحب هي، وابحثي عن أساليبَ تعليميةٍ تجعلها تحبُّ ما تفعلُ، ولا تفعلُه كواجبٍ عليها إنجازُه.
أما مشاجراتها مع أختَيْها، فأيضًا يجب عليكِ البحث عما يجعلُها تفعل ذلك، قد تكون ترغب في قيادتِهما؛ ففي هذه الحالة اجعلِيها مسؤولةً عن لعبهما ، أو قد تكون تشعر بالغَيْرة منهما، أو.. أو..، فعليك أن تَبْحَثِي عن السببِ العميق وتُعالجيه.
أحيانًا يَرْغَب الأطفال في الاندِماج، ويصعب عليهم ذلك؛ فيجب علينا أن نُساعدهم ونعلِّمهم المشاركة في اللعب، خصوصًا وأنها الكبيرة، وعاشتْ فترة مِن عمرها وحيدة، فيجب عليكم تعليمها كيفية الاندماج مع الغير.
وقد تشعر بأنها أصغرُ منهما سنًّا، فيَجِبُ عليكِ ملْء وقتِها بألعاب تحبُّها وهوايات، علِّميها مثلًا الخياطة بالإِبَر البلاستيكية، أو ابحثي لها عنْ مهاراتٍ وهواياتٍ تشغل بها وقتَها، وفي عمرها تتعلَّم السباحة والرياضات المختلفة التي تُناسب الفتيات، فتَشغَل وقتها، وتُفِيدُ صحتَها، وتستمتع بها حينما تكبر، وجرِّبي أن تُشْرِكيها معكِ مثلًا في الطبخِ، جرِّبي كل شيء لتعرفي ما الذي تُحبه.
وقبل هذا كله أنبِّهكِ لنقطة مهمة جدًّا:
يجب عليكِ تغييرُ قناعاتكِ نحوَها بأنها تملُّ سريعًا، وإنما تبحث عمَّا تريدُ فعله ولا تجده، فتَشغَل وقتَها بمُضايقة أخواتِها؛ لأنها تُحِبُّ العملَ والمغامراتِ، فساعديها على الوصول لما تريد وما تحب.
غيِّري قناعتَكِ ونظرتَكِ نحوَها، وستتغيَّر هي تلقائيًّا، وأَخبِريها دائمًا عن ثقتِكِ بها، وبأنها رائعة، ومتميِّزة، وموهوبة، وحذارِ من التقليل مِن شَأْنِها أو العنفِ معها، أي صفة تريدين تغييرها اكتبي عكسها الإيجابي، وركِّزي على أنها تتمتَّع بتلك الصفة، وستكتسبها - إن شاء الله تعالى.
ولا تَنْسَي الدعاء لها خاصة ولبناتكِ عامة ؛ فدعاءُ الأم مستجابٌ - بإذن الله - في كلِّ وقت، وادعي أن يوفِّقكِ الله في تربيتِها بالطريقة الصحيحة.
أقرَّ اللهُ عينَكِ بها