يا جهولا تب إلى الله
عبدالستار النعيمي
عبدالستار النعيمي
أيها الليلُ تقاطَرْ شُهُبا ![]()

واجلبِ الأقمارَ وامحُ السُّحبا ![]()

ضاعَ فيك الحبُّ؛ إشراقتُه ![]()

والظلامُ الجهمُ فيك اكتأبا ![]()

حيثما تشرقُ شمسٌ فانتظرْ ![]()

أن يحال الشرقُ يوماً مغربا ![]()

آذنَتنا عاصفاتُ البينِ بال ![]()

هجرِ، بالغدرِ سنيناً دأَبا ![]()

منذُ أنْ حامتْ حماماتُ الحِمى ![]()

تحتَ غيماتِ النوى ضاعَت هَبَا ![]()

كلُّ ما يسعدُ عنَّا مبعَدٌ ![]()

كل ما يحزنُ منا اقترَبا ![]()

♦ ♦ ♦![]()

أيها الليلُ تقاطرْ ظُلَماً ![]()

تحت رزْخِ الهجر تقطيرُ ندى ![]()

هجرَتْك الشمسُ والبدرُ اختفى ![]()

في دياجيكَ، فضيَّعتَ الهدى ![]()

هذه الأشجارُ مالَتْ والهوا ![]()

في الغصون اشتدَّ عصفاً وصَدى ![]()

أَصداهُ كأنيني خافتٌ ![]()

أم كقَلبي جفَّ من طولِ الصدى ![]()

ما لأغصانِ الكلبتوسِ انحنَتْ ![]()

ولباس التوتِ برداً جُرِّدا ![]()

وأنينُ النخل آناءَ الدجى ![]()

لفَّ صمت الليل في ثوبِ الرَّدى ![]()

♦ ♦ ♦![]()

لِزمان الوصل طبعٌ ما رعى ![]()

عهدَ حبي يوم هدَّ الأربعا ![]()

إنني والليلُ عانينا سوَاْ ![]()

هجرَتنا الشمسُ والبدرُ معا ![]()

وطغى الهجرُ على أشيائنا ![]()

صوت ماضينا تمادى وسعى ![]()

يا رعى اللهُ دياراً للهوى ![]()

وإناءُ الحسنِ فيها مترعا ![]()

كم تساقَينا على خضرائها ![]()

كأسَ حبٍّ وحنينٍ أَروَعا ![]()

ولقد شتَّتْ ظباءُ الوصل مُذ ![]()

جفل الحظُّ وسَعدي انتُزعا ![]()

♦ ♦ ♦![]()

لي حبيبٌ كان في خُصلته ![]()

ليلُ عشقٍ وأفانينُ هوى ![]()

ويراعُ الحسن من لهجتهِ ![]()

كتب الشعرَ فأغوى وغوى ![]()

تبع القلبُ هواه وجرى ![]()

خلف أوهامِ شبابي ما ارعوى ![]()

شطَّ حتى بلغ السيلُ الزُّبى ![]()

عاد وقتَ الشيبِ والتقوى سَوا ![]()

كل نفسٍ لم تحدْ عن عوجٍ ![]()

من رؤاها يُنتزعْ منها الشَّوى ![]()

يا جهولاً تُب إلى اللهِ الذي ![]()

يغفرُ الذنبَ ويُعلي مَن هوى