بين الشيخ والتلميذ
عبدالله بن عبده نعمان العواضي
• قال أحد السلف لتلميذ له: ليكن علمك ملحاً، وأدبك دقيقاً.
• كان مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة ومحمد بن إبراهيم بن دينار وغيرهم يختلفون إلى ابن هرمز، فكان إذا سأله مالك وعبد العزيز أجابهما، وإذا سأله ابن دينار وذووه لا يجيبهم. فتعرض له ابن دينار يوماً فقال له: يا أبا بكر، لِمَ تستحل مني ما لا يحل لك؟! فقال له: يا ابن أخي وما ذاك؟ قال: يسألك مالك وعبد العزيز فتجيبهما، وأسألك أنا وذووي فلا تجيبنا، فقال: أوقع ذلك يا ابن أخي في قلبك؟ قال: نعم. قال: إني قد كبرت سني، ودق عظمي، وأنا أخاف أن يكون خالطني في عقلي مثل الذي خالطني في بدني، ومالك وعبد العزيز عالمان فقيهان، إذا سمعا مني حقاً قبلاه، وإن سمعا خطأ تركاه، وأنت وذووك ما أجبتكم قبلتموه. قال ابن حارث: هذا والله الدين الكامل، والعقل الراجح، لا كمن يأتي بالهذيان ويريد أن ينزل قوله من القلوب منزلة القرآن [1].
• قيل لأفلاطون: مالك تعارض سقراط في أقواله وأنت تحبه؟! قال: أحب سقراط ولكني أحب الحق أكثر منه[2].
• قال النضر الهلالي رحمه الله: كنت في مجلس سفيان بن عيينة فنظر إلى صبي دخل المجلس فكأن أهل المجلس تهاونوا به لصغره، فقال سفيان: كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم. ثم قال لي: يا نضر، لو رأيتني ولي عشر سنين طولي خمسة أشبار، ووجهي كالدينار، وأنا كشعلة نار، وثيابي صغار، وأكمامي قصار، وذيلي بمقدار، ونعلي كآذان الفار، اختلف إلى الأمصار، مثل الزهري وعمرو بن دينار، أجلس بينهم كالمسمار، محبرتي كالجوزة، ومقلمتي كالموزة وقلمي كاللوزة. فإذا دخلت المجلس... قال افسحوا للشيخ الصغير، قال: ثم تبسم سفيان بن عيينة وضحك[3].
• نزل المختار ابن بونة رحمه الله قرية فتزوج بها امرأة تدعى بابنة العربي، فمرة كان بين طلابه فرأى الهلال فقال لهم: من يصفه؟ فقام طالب من الطلاب فقال:
• خرج خلاّل يبيع خلّه على حماره، فكان ينادي: الخل الطيب، الخل الطيب، من يشتريه؟ والحمار ينهق كلما نادى صاحبه، ولا يدع الناس يسمعونه. فذهب إلى سوق آخر فصنع الحمار كصنعه الأول. فرجع الخلاّل إلى بيته وقال للحمار: أنا أبيع الخل أم أنت؟! [5]
• مدح تلميذ شيخه فقال:
إن في عينيك سرَّالكهربا ♦♦♦ كانتا في سلب روحي سببا
فعمي الشيخ بعد مدة فقال - يداعب ذلك التلميذ -: أنت حسدتني عليهما[6].
عبدالله بن عبده نعمان العواضي
• قال أحد السلف لتلميذ له: ليكن علمك ملحاً، وأدبك دقيقاً.
• كان مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة ومحمد بن إبراهيم بن دينار وغيرهم يختلفون إلى ابن هرمز، فكان إذا سأله مالك وعبد العزيز أجابهما، وإذا سأله ابن دينار وذووه لا يجيبهم. فتعرض له ابن دينار يوماً فقال له: يا أبا بكر، لِمَ تستحل مني ما لا يحل لك؟! فقال له: يا ابن أخي وما ذاك؟ قال: يسألك مالك وعبد العزيز فتجيبهما، وأسألك أنا وذووي فلا تجيبنا، فقال: أوقع ذلك يا ابن أخي في قلبك؟ قال: نعم. قال: إني قد كبرت سني، ودق عظمي، وأنا أخاف أن يكون خالطني في عقلي مثل الذي خالطني في بدني، ومالك وعبد العزيز عالمان فقيهان، إذا سمعا مني حقاً قبلاه، وإن سمعا خطأ تركاه، وأنت وذووك ما أجبتكم قبلتموه. قال ابن حارث: هذا والله الدين الكامل، والعقل الراجح، لا كمن يأتي بالهذيان ويريد أن ينزل قوله من القلوب منزلة القرآن [1].
• قيل لأفلاطون: مالك تعارض سقراط في أقواله وأنت تحبه؟! قال: أحب سقراط ولكني أحب الحق أكثر منه[2].
• قال النضر الهلالي رحمه الله: كنت في مجلس سفيان بن عيينة فنظر إلى صبي دخل المجلس فكأن أهل المجلس تهاونوا به لصغره، فقال سفيان: كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم. ثم قال لي: يا نضر، لو رأيتني ولي عشر سنين طولي خمسة أشبار، ووجهي كالدينار، وأنا كشعلة نار، وثيابي صغار، وأكمامي قصار، وذيلي بمقدار، ونعلي كآذان الفار، اختلف إلى الأمصار، مثل الزهري وعمرو بن دينار، أجلس بينهم كالمسمار، محبرتي كالجوزة، ومقلمتي كالموزة وقلمي كاللوزة. فإذا دخلت المجلس... قال افسحوا للشيخ الصغير، قال: ثم تبسم سفيان بن عيينة وضحك[3].
• نزل المختار ابن بونة رحمه الله قرية فتزوج بها امرأة تدعى بابنة العربي، فمرة كان بين طلابه فرأى الهلال فقال لهم: من يصفه؟ فقام طالب من الطلاب فقال:
هذا الهلال عليه حلية الوصبِ ![]() فسوف تبكيه ميْتاً أعين الشهبِ ![]() كأنما صام شهر الصوم محتسباً ![]() أو هام منذ ثلاث بابنة العربي[4] ![]() |
• خرج خلاّل يبيع خلّه على حماره، فكان ينادي: الخل الطيب، الخل الطيب، من يشتريه؟ والحمار ينهق كلما نادى صاحبه، ولا يدع الناس يسمعونه. فذهب إلى سوق آخر فصنع الحمار كصنعه الأول. فرجع الخلاّل إلى بيته وقال للحمار: أنا أبيع الخل أم أنت؟! [5]
• مدح تلميذ شيخه فقال:
إن في عينيك سرَّالكهربا ♦♦♦ كانتا في سلب روحي سببا
فعمي الشيخ بعد مدة فقال - يداعب ذلك التلميذ -: أنت حسدتني عليهما[6].
[1] إعلام الموقعين (1 /445).
[2] مختارات المنفلوطي (ص: 244).
[3] النجم الوهاج (1 /388).
[4] حدثنا بذلك شيخنا إبراهيم الشنقيطي حفظه الله.
[5] حدثنا بهذه القصة شيخنا القاضي العمراني - حفظه الله - وذكر لنا أنه تمثل بها في أحد دروسه قبل خمسين سنة حينما كان يلقي درسه وأحد الطلاب يعارضه. فقال القاضي: أنا أبيع الخل أم أنت؟!
[6] حدثنا بها شيخنا علي سالم بكير - حفظه الله.