الانتحار وموقف الإسلام منه
العناصر:
أولًا: تعظيم حق الحياة.
ثانيًا: التَّرهيب من القتل عمومًا، ومِن قتْل النَّفس خصوصًا.
ثالثًا: الاستعانة بالله.
أولًا: تعظيم حق الحياة:
1- حرمة الدم:
قال صلى الله عليه وسلم: ((ما أعظمَكِ وأعظمَ حرمتَك! والمؤمن أعظمُ حرمةً عند الله منك))؛ رواه الترمذي.
2- الأمر بالتداوي:
قال صلى الله عليه وسلم: ((تداوَوا عبادَ الله؛ فإنَّ الله سبحانه لم يضع داءً إلا وضع معه شفاءً، إلا الهَرم))؛ رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه.
3- تناول المحرم للحفاظ على الحياة عند الضرورة:
قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173].
4- ترك الواجب عند عدم القدرة عليه:
حديث جابرٍ قال: خرَجْنا في سفر، فأصاب رجلًا منا حجرٌ فشجَّه في رأسِه، ثمَّ احتلَم، فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصةً في التيمُّم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصةً وأنت تَقدِر على الماء، فاغتسلَ فماتَ، فلمَّا قدِمْنا على النبي صلى الله عليه وسلم أُخبِرَ بذلك، فقال: ((قتَلُوه قتَلَهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا؟! فإنَّما شفاء العيِّ السؤالُ))؛ رواه أبو داود وحسنه الألباني.
5- رخص الله للعباد التلفُّظ بألفاظ الكفر حفاظًا على النفس والحياة:
فقال سبحانه: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم ﴾ [النحل: 106].
ثانيًا: الترهيب مِن القَتْل عمومًا، ومن قَتْل النَّفسِ خُصوصًا:
قال سبحانه: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32].
وقال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].
وقد قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء: 29، 30].
1- تعذيب قاتل نفسه يوم القيامة بالشيء الذي قتل به نفسه:
فقال صلَّى الله عليه وسلم: ((مَن تردَّى من جبل فقتَلَ نفسَه فهو في نار جهنم، يتردى فيها خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تحسَّى سمًّا فقتَل نفسَه فسُمُّه في يدِه، يتَحسَّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن قتَلَ نفسَه بحديدة فحديدتُه في يده، يجَأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا))؛ متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ومَن قتَل نفسَه بشيء في الدنيا عذِّب به يوم القيامة))؛ متفق عليه.
2- من صور الترهيب التصريح بتحريم الجنة:
فقال صلى الله عليه وسلم: ((كانَ فيمن كان قبلَكم: رجلٌ به جرحٌ فجزعَ، فأخذ سكِّينًا فحزَّ بها يده، فما رقأ الدم حتَّى ماتَ؛ قال الله تعالى: بادَرَني عبدي بنفسه، حرَّمتُ عليه الجنَّة))؛ متفق عليه.
3- ترك الصلاة على المنتحر:
فقد ترَكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر عقوبةً له، وزجرًا لغيره أن يفعل فعله، وأَذِنَ للناس أن يُصلُّوا عليه؛ عن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه قال: ((أُتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يُصلِّ عليه))؛ رواه مسلم، المشاقص: سهام عراض.
4- بيانُ أنَّها خاتمة سيئة مُبطلة لأعظم الأعمال والحسنات:
ففي الصحيحين أن رجلًا كان لا يَدعُ مِن المُشركين شاذَّةً ولا فاذَّةً إلا اتَّبعها، فضرَبها بسيفِه، فقيل: يا رسولَ الله، ما أجزأ أحدٌ ما أجزَأ فلان، فقال: ((إنه مِن أهل النَّار))! فقالوا: أيُّنا من أهل الجنة إن كان هذا مِن أهلِ النار؟! ثمَّ شهدَ رجل آخر على موته فقال: إنه جُرحَ فاستعجل الموت، فوضع نصاب سيفه بالأرض وذُبابه بين ثدييه، ثمَّ تحامل عليه فقتل نفسه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنَّك رسول الله.
ثالثًا: ترسيخ الإيمان بالله عز وجل والإيمان باليوم الآخر والقضاء والقدر:
قال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2].
قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 30].
ثالثًا: الاستعانة بالله:
1- ملازمة ذكر الله تعالى:
فقد قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82].
2- الدعاء:
قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، وقال: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((دعوة ذي النُّون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيءٍ قطُّ إلا استجاب الله له))؛ الترمذي وصححه الألباني.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهمَّ إني أعوذ بك من الهَمِّ والحزَن، والعجز والكسَل، والبُخْل والجُبْن، وضلع الدَّين، وغلَبة الرِّجال))؛ رواه البخاري.
3- الصبر:
قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيتَ به نفسَكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندَك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهابَ همِّي - إلا أذهبَ اللهُ همَّه وحزنَه، وأبدَلَه مَكانه فرَجًا))؛ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمرَه كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابَته سرَّاءُ شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "وجدنا خير عيشنا بالصبر".
4- الرجاء:
((أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظنَّ بي ما شاء))؛ رواه بهذا اللفظ أحمد وصححه ابن حبان.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يموتنَّ أحدُكم إلا وهو يُحسن الظنَّ بربِّه))؛ رواه مسلم.
قال سبحانه: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ ﴾ [الشرح: 5، 6].
وصلِّ اللهمَّ وسلِّم وبارك على سيِّدنا محمد
الشيخ أحمد أبو عيد |
العناصر:
أولًا: تعظيم حق الحياة.
ثانيًا: التَّرهيب من القتل عمومًا، ومِن قتْل النَّفس خصوصًا.
ثالثًا: الاستعانة بالله.
أولًا: تعظيم حق الحياة:
1- حرمة الدم:
قال صلى الله عليه وسلم: ((ما أعظمَكِ وأعظمَ حرمتَك! والمؤمن أعظمُ حرمةً عند الله منك))؛ رواه الترمذي.
2- الأمر بالتداوي:
قال صلى الله عليه وسلم: ((تداوَوا عبادَ الله؛ فإنَّ الله سبحانه لم يضع داءً إلا وضع معه شفاءً، إلا الهَرم))؛ رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه.
3- تناول المحرم للحفاظ على الحياة عند الضرورة:
قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173].
4- ترك الواجب عند عدم القدرة عليه:
حديث جابرٍ قال: خرَجْنا في سفر، فأصاب رجلًا منا حجرٌ فشجَّه في رأسِه، ثمَّ احتلَم، فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصةً في التيمُّم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصةً وأنت تَقدِر على الماء، فاغتسلَ فماتَ، فلمَّا قدِمْنا على النبي صلى الله عليه وسلم أُخبِرَ بذلك، فقال: ((قتَلُوه قتَلَهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا؟! فإنَّما شفاء العيِّ السؤالُ))؛ رواه أبو داود وحسنه الألباني.
5- رخص الله للعباد التلفُّظ بألفاظ الكفر حفاظًا على النفس والحياة:
فقال سبحانه: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم ﴾ [النحل: 106].
ثانيًا: الترهيب مِن القَتْل عمومًا، ومن قَتْل النَّفسِ خُصوصًا:
قال سبحانه: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32].
وقال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].
وقد قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء: 29، 30].
1- تعذيب قاتل نفسه يوم القيامة بالشيء الذي قتل به نفسه:
فقال صلَّى الله عليه وسلم: ((مَن تردَّى من جبل فقتَلَ نفسَه فهو في نار جهنم، يتردى فيها خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تحسَّى سمًّا فقتَل نفسَه فسُمُّه في يدِه، يتَحسَّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن قتَلَ نفسَه بحديدة فحديدتُه في يده، يجَأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا))؛ متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ومَن قتَل نفسَه بشيء في الدنيا عذِّب به يوم القيامة))؛ متفق عليه.
2- من صور الترهيب التصريح بتحريم الجنة:
فقال صلى الله عليه وسلم: ((كانَ فيمن كان قبلَكم: رجلٌ به جرحٌ فجزعَ، فأخذ سكِّينًا فحزَّ بها يده، فما رقأ الدم حتَّى ماتَ؛ قال الله تعالى: بادَرَني عبدي بنفسه، حرَّمتُ عليه الجنَّة))؛ متفق عليه.
3- ترك الصلاة على المنتحر:
فقد ترَكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر عقوبةً له، وزجرًا لغيره أن يفعل فعله، وأَذِنَ للناس أن يُصلُّوا عليه؛ عن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه قال: ((أُتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يُصلِّ عليه))؛ رواه مسلم، المشاقص: سهام عراض.
4- بيانُ أنَّها خاتمة سيئة مُبطلة لأعظم الأعمال والحسنات:
ففي الصحيحين أن رجلًا كان لا يَدعُ مِن المُشركين شاذَّةً ولا فاذَّةً إلا اتَّبعها، فضرَبها بسيفِه، فقيل: يا رسولَ الله، ما أجزأ أحدٌ ما أجزَأ فلان، فقال: ((إنه مِن أهل النَّار))! فقالوا: أيُّنا من أهل الجنة إن كان هذا مِن أهلِ النار؟! ثمَّ شهدَ رجل آخر على موته فقال: إنه جُرحَ فاستعجل الموت، فوضع نصاب سيفه بالأرض وذُبابه بين ثدييه، ثمَّ تحامل عليه فقتل نفسه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنَّك رسول الله.
ثالثًا: ترسيخ الإيمان بالله عز وجل والإيمان باليوم الآخر والقضاء والقدر:
قال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2].
قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 30].
ثالثًا: الاستعانة بالله:
1- ملازمة ذكر الله تعالى:
فقد قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82].
2- الدعاء:
قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، وقال: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((دعوة ذي النُّون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيءٍ قطُّ إلا استجاب الله له))؛ الترمذي وصححه الألباني.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهمَّ إني أعوذ بك من الهَمِّ والحزَن، والعجز والكسَل، والبُخْل والجُبْن، وضلع الدَّين، وغلَبة الرِّجال))؛ رواه البخاري.
3- الصبر:
قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيتَ به نفسَكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندَك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهابَ همِّي - إلا أذهبَ اللهُ همَّه وحزنَه، وأبدَلَه مَكانه فرَجًا))؛ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمرَه كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابَته سرَّاءُ شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "وجدنا خير عيشنا بالصبر".
4- الرجاء:
((أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظنَّ بي ما شاء))؛ رواه بهذا اللفظ أحمد وصححه ابن حبان.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يموتنَّ أحدُكم إلا وهو يُحسن الظنَّ بربِّه))؛ رواه مسلم.
قال سبحانه: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ ﴾ [الشرح: 5، 6].
وصلِّ اللهمَّ وسلِّم وبارك على سيِّدنا محمد