احترام المتعلمين وتقديرهم والتواضع لهم
بدر بن جزاع بن نايف النماصي
ينبغي على المعلم احترام المتعلمين وتقديرهم والتواضع لهم، قال ابن مفلح المقدسي -رحمه الله-: "وقال الأعمش: كان ابن مسعود إذا جاءه أصحابه قال: أنتم جَلاء قلبي، ويأتي في أول فصول العلم قول عمر رضي الله عنه : تواضعوا لمن علَّمكم، وتواضعوا لمن تعلِّمون، ولا تكونوا من جباري العلماء، وقال عمرو بن العاص لحلقة قد جلسوا إلى جانب الكعبة، فلما قضى طوافه جلس إليهم، وقد نحَّوُا الفتيان عن مجلسهم، فقال: لا تفعلوا، أوسعوا لهم، وأدنوهم، وألهموهم؛ فإنهم اليوم صِغار قوم يوشك أن يكونوا كبار قوم آخرين، قد كنا صغار قوم أصبحنا كبار آخرين، وهذا صحيح لا شك فيه، والعلم في الصغر أثبت، فينبغي الاعتناء بصغار الطلبة، لا سيما الأذكياء المتيقظين الحريصين على أخذ العلم، فلا ينبغي أن يجعل على ذلك صغرهم أو فقرهم وضعفهم مانعًا من مراعاتهم، والاعتناء بهم"[1].
اقتراب المعلم من المتعلمين داخل مجلس التعليم وخارجه:
داخل الفصل:
ويكون ذلك بالاقتراب منهم، واحترامهم، وإكرامهم، وإعزازهم، وتقديرهم، ومراعاة مشاعرهم؛ يقول المصنف رحمه الله: "وذكر ابن عبدالبر في كتاب (بهجة المجالس) عن ابن عباس قال: أعز الناس عليَّ جليسي الذي يتخطى الناس إليَّ، أما والله إن الذباب يقع عليه فيشق عليَّ، وسئل ابن عباس: من أكرم الناس عليك؟ قال: جليسي حتى يفارقني"[2].
خارج الفصل:
يسأل عن أحوالهم، ويتفقد شؤونهم، ويواسيهم في مصائبهم، ويقف إلى جانبهم إذا احتاجوا إليه، ومن ذلك: السؤال عن مريضهم وغائبهم، وهذا ما ينبغي على المسلم تجاه أخيه المسلم، وهو أيضًا مما ينبغي على المعلم تجاه تلميذه، نقل المصنف -رحمه الله- عن المروذي أنه قال: "عدتُ مع أبي عبدالله مريضًا بالليل"[3].
ونقل ابن مفلح -رحمه الله-: "عن طاووس أنه أقام على صاحبٍ له مرِض حتى فاته الحج"[4]، بل ينبغي على المعلم أن يعوِّد طلابه على هذا الأدب، فيتزاور الطلاب فيما بينهم عندما يمرض أحدهم، ويواسوا صديقهم في مرضه، ويسألوا عن أحواله، فيتعلموا الوفاء مع أصدقائهم منذ نعومة أظفارهم، وقد أشار المصنف رحمه الله إلى ذلك فيما نقله عن المروذي أنه قال: "سمعت أبا عبدالله يقول: قد كنت رافقت يحيى ونحن بالكوفة فمرض، قال: فتركت سماعي ورجعت معه إلى بغداد، قال: فكان يحيى يشكر لي ذلك"[5].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية: ج1. ص295.
[2] (المرجع السابق): ج1. ص394 395.
[3] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص309.
[4] (المرجع السابق): ج2. ص310.
بدر بن جزاع بن نايف النماصي
ينبغي على المعلم احترام المتعلمين وتقديرهم والتواضع لهم، قال ابن مفلح المقدسي -رحمه الله-: "وقال الأعمش: كان ابن مسعود إذا جاءه أصحابه قال: أنتم جَلاء قلبي، ويأتي في أول فصول العلم قول عمر رضي الله عنه : تواضعوا لمن علَّمكم، وتواضعوا لمن تعلِّمون، ولا تكونوا من جباري العلماء، وقال عمرو بن العاص لحلقة قد جلسوا إلى جانب الكعبة، فلما قضى طوافه جلس إليهم، وقد نحَّوُا الفتيان عن مجلسهم، فقال: لا تفعلوا، أوسعوا لهم، وأدنوهم، وألهموهم؛ فإنهم اليوم صِغار قوم يوشك أن يكونوا كبار قوم آخرين، قد كنا صغار قوم أصبحنا كبار آخرين، وهذا صحيح لا شك فيه، والعلم في الصغر أثبت، فينبغي الاعتناء بصغار الطلبة، لا سيما الأذكياء المتيقظين الحريصين على أخذ العلم، فلا ينبغي أن يجعل على ذلك صغرهم أو فقرهم وضعفهم مانعًا من مراعاتهم، والاعتناء بهم"[1].
اقتراب المعلم من المتعلمين داخل مجلس التعليم وخارجه:
داخل الفصل:
ويكون ذلك بالاقتراب منهم، واحترامهم، وإكرامهم، وإعزازهم، وتقديرهم، ومراعاة مشاعرهم؛ يقول المصنف رحمه الله: "وذكر ابن عبدالبر في كتاب (بهجة المجالس) عن ابن عباس قال: أعز الناس عليَّ جليسي الذي يتخطى الناس إليَّ، أما والله إن الذباب يقع عليه فيشق عليَّ، وسئل ابن عباس: من أكرم الناس عليك؟ قال: جليسي حتى يفارقني"[2].
خارج الفصل:
يسأل عن أحوالهم، ويتفقد شؤونهم، ويواسيهم في مصائبهم، ويقف إلى جانبهم إذا احتاجوا إليه، ومن ذلك: السؤال عن مريضهم وغائبهم، وهذا ما ينبغي على المسلم تجاه أخيه المسلم، وهو أيضًا مما ينبغي على المعلم تجاه تلميذه، نقل المصنف -رحمه الله- عن المروذي أنه قال: "عدتُ مع أبي عبدالله مريضًا بالليل"[3].
ونقل ابن مفلح -رحمه الله-: "عن طاووس أنه أقام على صاحبٍ له مرِض حتى فاته الحج"[4]، بل ينبغي على المعلم أن يعوِّد طلابه على هذا الأدب، فيتزاور الطلاب فيما بينهم عندما يمرض أحدهم، ويواسوا صديقهم في مرضه، ويسألوا عن أحواله، فيتعلموا الوفاء مع أصدقائهم منذ نعومة أظفارهم، وقد أشار المصنف رحمه الله إلى ذلك فيما نقله عن المروذي أنه قال: "سمعت أبا عبدالله يقول: قد كنت رافقت يحيى ونحن بالكوفة فمرض، قال: فتركت سماعي ورجعت معه إلى بغداد، قال: فكان يحيى يشكر لي ذلك"[5].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية: ج1. ص295.
[2] (المرجع السابق): ج1. ص394 395.
[3] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص309.
[4] (المرجع السابق): ج2. ص310.