Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

تصنيف المباني الطبية بحسب الملكية

$
0
0
تصنيف المباني الطبية بحسب الملكية


عبدالوهاب مصطفى ضاهر




أولاً: البيمارستانات ذات الملكية العامة:
وتعود ملكيتها إلى الدولة، ومثالها لمَّا عمل المستنصر بالله أبو جعفر منصور بن الظاهر بأمر الله بيمارستاناً في مكة بالجانب الشمالي من المسجد الحرام في عام 627ھ/1229م وبنى دوراً للضيافة وأماكن عامة لعلاج المرضى، وهي بمثابة بيمارستانات عامة. وعرف من أهم أعماله بناء بيمارستان خاص بالمدرسة المستنصرية، وزوده بما يلزم من شيوخ أطباء وعلاج، ويعرف بالبيمارستان المستنصري نسبة له، وأوقف عليه الوقوف وتاريخ وقفه 638هـ/1240م.

ثانياً: البيمارستانات الخاصة:
فقد كان بعض كبار الأطباء يجعل له مجلسًا عامًا في منزله أو في المدارس الخاصة لتدريس الأطباء الجدد، أصول مهنة الطب بالطريقة السليمة، ليتمكنوا من القيام بعملهم[1]. وعُرف عن دينار المعزي البدري أن جعل مسكنه لعلاج المرضى مجاناً وإعداد الأطعمة والأغذية والدواء لهم[2]

المطلب الرابع: تصنيف المباني الطبية (البيمارستانات) بحسب الإقامة والسفر:

ومن هذه البيمارستانات:
أولاً: بيمارستاناتالسجون:
اهتم الخلفاء والمسئولون المسلمون بالرعاية الطبية للمساجين، خصوصاً في أيام الخليفة العباسي المقتدر بالله، الذي تولى الحكم 296-320هـ/908-932م حيث كتب الخليفة إلى وزيره سنان بن ثابت رئيس الأطباء ومدير المعاهد الطبية والمؤسسات الصحية بضرورة الاهتمام بالمساجين وتخصيص بيمارستانات خاصة بهم فيقول: "ينبغي أن تفرد لمن في السجون أطباء يدخلون إليهم في كل يوم وتحمل إليهم الأدوية والأشربة، ويطوفون في سائر السجون يعالجون فيها المرضى[3]، ويزيحون عللهم بما يحتاجون إليه من أدوية وأشربة"[4]، وتحدث ابن أبي أصيبعة بأن الدولة العباسية أفردت بيمارستانات خاصة سميت بيمارستانات المساجين، ومهمة ثابت بن سنان زيارة بيمارستانات السجون ومتابعة نزلائها[5]، يقول ابن أبي أصيبعة: "وقال ثابت بن سنان: أذكر قد وقعَّ الوزير على بن عيسى من الجراح إلى والدي سنان بن ثابت في أيام تقلده الدواوين من قبل الخليفة المقتدر في حقبة كثرت فيها الأمراض جداً، وكان والدي آنذاك يتقلد بيمارستانات بغداد وغيرها توقيعاً يقول فيه: فكرت مد الله في عمرك في أمر من في الحبوس[6]، وأنه لا يخلو مع كثرة عددهم، وجفاء أماكنهم أن تنالهم الأمراض وهم معوقون عن التصرف في منافعهم أو لقاء من يشاورهم من الأطباء فيما يعرض لهم[7]، ففعل والدي ذلك طول أيامه[8]، هكذا كانت بيمارستانات المساجين عند المسلمين توضح مدى اهتمام الخلفاء والوزراء بهم، بعكس ما كان في أوروبا، حيث لم يظهر أي إصلاح في الغرب للمساجين إلا في نهاية القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي".

ثانياً: بيمارستاناتالغرباء:
ظهرت مثل هذه البيمارستانات في بلاد الشام، وكانت تبنى فقط للمرضى الغرباء عن البلاد، ويوقف عليها الأوقاف الكبيرة، والأطباء والأدوية، وكان سبب بناء مثل هذه البيمارستانات عندما جاء رجل من الضعفاء إلى أبي يعقوب أحد أمراء دمشق، وعرض عليه النزول عنده ففعل ذلك، مما حذا أبا يعقوب بالطلب من نور الدين محمود بناء بيمارستان خاص للغرباء المرضى، ففعل ذلك نور الدين محمود أمير دمشق، وأمر ببناء بيمارستان خاص بهم، وأوقف عليه الأوقاف وبنى الزوايا والطرق، ويقول ابن بطوطة أنه زار دمشق وشاهد البيمارستان المعروف باسمه، فوصفه بأنه ليس في المعمورة مثله، كذلك اهتم العباسيون بإنشاء البيمارستانات التي يقيم بها المطروحون والمغتربون من الناس والمعترضون.



[1] د.عبد الناصر كعدان ود. محمد يحيى صباغ، البيمارستانات في الإسلام (النوري والأرغوني)، 84.


[2] السخاوي، التحفة اللطيفة، 1/334.

[3] القفطي، تاريخ الحكماء، 132.

[4] ابن أبي أصيبعة، عيون، 301.

[5] القفطي، تاريخ الحكماء، 133، ابن أبي أصيبعة، عيون، 301.

[6] الحبوس: تعني السجون. ابن أبي أصيبعة عيون، 301.

[7] ابن أبي أصيبعة عيون، 321.

[8] ابن أبي أصيبعة، عيون، 301.








Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Trending Articles