Quantcast
Channel: منتدى فرسان الحق فرسان السُـنة خير الناس أنفعهم للناس
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

مراحل نشأة وتطور علم الاجتماع الديني وعلاقة الدين بالحياة الاجتماعية

$
0
0
مراحل نشأة وتطور علم الاجتماع الديني وعلاقة الدين بالحياة الاجتماعية
ناصر بن سعيد السيف



بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فإن علم الاجتماع الديني يعتبر وليد العلاقة الجدلية بين الموضوعات التي يدرسها كل من علم الاجتماع وعلم الدين فقبل ظهور علم الاجتماع الديني في النصف الأول من القرن عشرين كانت موضوعاته وأدبياته مبعثرة ومشتتة في حقلي علم الاجتماع والدين وبظهوره انفصلت الموضوعات الاجتماعية الدينية لكي تنمو وتتكامل وتصبح قادرة على تفسير الظواهر الاجتماعية تفسيراً علمياً هادفاً [1].



ومراحل نشأة وتطور علم الاجتماع الديني وعلاقة الدين بالحياة الاجتماعية من المواضيع الهامة التي يتطرق إليها في مدخل علم الاجتماع، وهذه الورقات اليسيرة تحوي هذا الموضوع وقسمتها إلى مبحـثين:

المبحث الأول: مراحل نشأة وتطور علم الاجتماع الديني.

المبحث الثاني: علاقة الدين بالحياة الاجتماعية.

نسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



المبحث الأول


مراحل نشأة وتطور علم الاجتماع الديني


يعتبر علم الاجتماع من العلوم الحديثة نسبياً، ويُعزى تأسيسه كعلم مستقل بذاته إلى أكثر من شخص، فمنهم من ينسبه لابن خلدون المؤرخ المسلم والذي أطلق عليه علم العمران، وهناك من ينسبه لأوجست كونت الذي حدد له القوانين والمسارات وقدمه بتعريف محدد [2].



وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وفي سياق تميز بتحولات اقتصادية سياسية واجتماعية عميقة، كان لمفكرين أمثال: أوجست كونت، أليكسيس دو توكفـيل، كارل ماركس، إميل دوركايم، وماكس فيبر، انشغلوا بطبيعة المجتمع الناشئ وليكونوا بهذا قد وضعوا أسس تساؤل سوسيولوجي يتجاوز مرحلة التفكير الاجتماعي الأخلاقي التي سادت الفكر الفلسفي الإغريقي الإسلامي والآسيوي، إلى تفكير أكثر علمية وموضوعية في أسباب ونتائج الظواهر الاجتماعية [3].



المبحث الثاني


علاقة الدين بالحياة الاجتماعية


يعتبر الدين أهم وأقوى وسيلة من وسائل الضبط في الحياة الاجتماعية، من خلال ما يقوم به من وظائف في حياة الفرد والمجتمع واستقرار النظم الاجتماعية، ولذلك اهتم علماء الاجتماع بدراسته ووضعه على قمة النظم الاجتماعية.



والدين نظام اجتماعي شامل لا يسمح لأي فرد أن يكون له رأياَ خاصاً فيه، أو يسلك سلوكاَ خارجاً عليه. فالدين يضبط سلوك الأفراد في المجتمع بالثواب والعقاب لا في الحياة الدنيا فحسب بل في الدار الآخرة أيضاً. فالتدين علاقة شخصية بين العبد وربه، وجزاءه مؤجل لما بعد الموت، فإن المجتمع لا يترك الفرد لهذا الجزاء بل يوقع جزاءاته ويزاول ضغوطه بالتبشير والوعظ والتخويف، ليصبح الدين بذلك أداة ضبط اجتماعي، لها فاعليتها في ضبط سلوك الأفراد، فحياة الجماعة والتنظيم الاجتماعي لا يمكن أن يستقرا بفعل قوة القوانين الوضعية فقط، بل لا بد من الردع الروحي والإيمان بالقيم الاجتماعية والخوف من غضب الله تعالى، وبالتالي يصبح لهذه السلطة الروحية قوة تفوق قوة القانون وأحكامه أو مظاهر السلطة المادية الأخرى [4].

! ! !



انتهى البحث

وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

3 / 1 / 1436 هــ






[1] انظر: فروع علم الاجتماع، بحث علمي على موقع اليسر للاستشارات الاجتماعية.





[2] انظر: الموسوعة الحرة (ويكيبيديا)، علم اجتماع الدين، الاطلاع على الموقع في تاريخ 2/ 1/ 1436هـ.




[3] انظر: مدخل إلى علم الاجتماع، زين الدين خرشي، ص 5.




[4] انظر: الدين والضبط الاجتماعي، محمد بن عبدالله الزامل، ص6.










Viewing all articles
Browse latest Browse all 1343

Trending Articles